الصفحة الأولى | حجم الخط  

النص الكامل: سجل انتهاكات حقوق الإنسان في الولايات المتحدة في العام 2019

arabic.china.org.cn / 09:17:46 2020-03-14

سادسا، يعاني المهاجرون من المعاملة اللاإنسانية

أدت عقود من التدخل الأمريكي في "الفناء الخلفي" لأمريكا اللاتينية بشكل مباشر إلى تفاقم مشاكل الهجرة في الأمريكتين. فقد اتخذت الحكومة الأمريكية الحالية، نتيجة دواعٍ سياسية، تدابير متطرفة غير مسبوقة وإجراءات غير إنسانية لإنفاذ القانون ضد المهاجرين، ما أدى إلى حدوث انتهاكات متكررة لحقوق الإنسان للمهاجرين أدانها المجتمع الدولي بشدة.

تسببت سياسة "عدم التسامح مطلقا" في فصل الأسر في السنوات الأخيرة. تبنت الحكومة الأمريكية إجراءات صارمة وغير إنسانية على نحو متزايد ضد المهاجرين، ولا سيما سياسة "عدم التسامح مطلقا" التي أعلنتها في أبريل 2018، والتي تسببت في فصل العديد من الأسر. فقد أفاد اتحاد الحريات المدنية الأمريكي (إيه سي إل يو) على موقعه الإلكتروني في 25 أكتوبر 2019 أن سلطات الهجرة الأمريكية فصلت أكثر من 5400 طفل عن والديهم على الحدود المكسيكية منذ يوليو 2017. وقال لي جيليرنت، المحامي في اتحاد الحريات المدنية الأمريكي، إن هذه السياسة غير القانونية مزقت الآلاف من الأسر، بما في ذلك الرضع والأطفال الصغار، مضيفا " لقد عانت العائلات بشكل هائل، والبعض قد لا يتعافى أبداً". وتم احتجاز بعض الأطفال في مرافق منفصلة لعدة أشهر. وأظهرت لقطات فيديو مقدمة من الجمارك وحماية الحدود الأمريكية الأطفال في أقفاص وتحت بطانيات رقيقة. وقال زيد رعد الحسين، المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، في جلسة لمجلس حقوق الإنسان في 18 يونيو 2018، إن ممارسة إجبار الآباء على الانفصال عن أطفالهم يمكن أن ترقى لاعتبارها "إساءة معاملة للأطفال تقرها الحكومة". ودعا فيليب غونزاليس موراليس، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان للمهاجرين، لوقف احتجاز أطفال المهاجرين غير المصحوبين بذويهم والأسر التي لديها أطفال لأسباب تتعلق بوضع الهجرة الإداري الخاص بهم. وقال إن احتجاز الأطفال بناءً على وضعهم كمهاجرين يعد انتهاكا للقانون الدولي، مشيرا إلى أن هذه الخطوة ضارة بسلامة الطفل وتنتج عنها آثار ضارة طويلة المدى على الأطفال. كما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" على موقعها على شبكة الإنترنت في 30 يوليو 2019 أن الحكومة الأمريكية نقلت نحو 1000 طفل مهاجر بعيداً عن آبائهم على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك منذ أمر القاضي الحكومة الأمريكية بالحد من هذه الممارسة منذ أكثر من عام. وقد أثرت حوالي 20 في المائة من حالات الانفصال الجديدة على أطفال دون سن 5 سنوات. تعتبر ممارسة إجبار الأطفال على الانفصال عن والديهم انتهاكاً شديداً لحقوق الإنسان للمهاجرين. وفي خطاب ألقته ميشيل باشيليت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الدورة 42 لمجلس حقوق الإنسان في 9 سبتمبر 2019 ، قالت إن الفصل المستمر بين الأطفال المهاجرين ووالديهم واحتمال وجود قاعدة جديدة من شأنها تحديد الأطفال الذين يتم احتجازهم إلى أجل غير مسمى قد قلل بشكل كبير من حماية العائلات المهاجرة. مضيفة: "لا شيء يمكن أن يبرر إلحاق مثل هذه الصدمة العميقة بأي طفل".

يعاني الأطفال المهاجرون محنة حقيقية. فوفقاً لنتائج بيانات نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" في 22 أغسطس 2019، قالت وكالتان اتحاديتان تتعاملان مع المهاجرين - وزارة الصحة والخدمات الإنسانية، ووزارة الأمن الداخلي- إنهما ستصدران قاعدة تسمح للأطفال بالبقاء مع والديهم في مراكز الاحتجاز الأمريكية لمدة أطول من 20 يوما. وسيتيح هذا التغيير للإدارة الاحتفاظ بأسر بأكملها رهن الاحتجاز طالما دعت الحاجة إلى ذلك، واحتجازا غير محدود تقريبا للأطفال. واعتبارا من سبتمبر 2019، كان ما لا يقل عن 2838 من الأطفال المهاجرين غير المصحوبين بآبائهم يعيشون في 35 مأوى في جميع أنحاء ولاية تكساس. ولهذه الملاجئ تاريخ طويل من عمليات التفتيش التنظيمية التي كشفت عن وجود أوجه قصور خطيرة في الصحة والسلامة. فبين عامي 2016 و 2019، اكتشف مفتشون أكثر من 552 انتهاكا للصحة والسلامة في المنشآت المذكورة. وذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" على موقعها على شبكة الإنترنت في 10 ديسمبر 2019 أن ثلاثة أطفال توفوا بسبب الأنفلونزا أثناء احتجازهم في دائرة الهجرة الفيدرالية في عام 2018. وكان معدل الوفيات بسبب الأنفلونزا بين الأطفال المهاجرين في مراكز الحجز التابعة لإدارة الهجرة الفيدرالية أعلى بتسعة أضعاف ما كان عليه بين عامة السكان. ونقل التقرير عن الدكتور ماريو ميندوزا، وهو طبيب تخدير متقاعد، قوله إن حرمان الأطفال من الرعاية الصحية الأساسية المقدمة كان قاسياً ولا إنسانيا. ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" في 26 يونيو 2019، تم السماح لمجموعة من الصحفيين والأطباء والمحامين بجولات في المحطة الحدودية في كلينت بولاية تكساس، حيث يحتجز مئات الأطفال المهاجرين. وشبَّه الطبيب الظروف بـ "مرافق التعذيب". ووفقا لتقرير صادر عن "بالتيمور صن" على موقعها الإلكتروني في 31 يوليو 2019 ، كانت ظروف محطة حراسة الحدود في "ماكالين" مزعجة. فيما قال مؤلف التقرير: "رأيت العديد من العائلات تتجمع معا في ظروف مكتظة. رأيت الأطفال وراء الأسوار وكانوا عملياً في أقفاص. كان بعض الأطفال يرتدون ملابس متسخة ومُتربة لم يتم تغييرها منذ وصولهم إلى الولايات المتحدة. " قالت ميشيل باشيليت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في تقرير نُشر على موقع الأمم المتحدة على شبكة الإنترنت في 8 يوليو 2019 ، إنها شعرت بالذهول من أوضاع المهاجرين واللاجئين المحتجزين في الولايات المتحدة. وقالت: "أشعر بالصدمة الشديدة لأن الأطفال يُجبرون على النوم على الأرض في مرافق مكتظة، دون الحصول على رعاية صحية أو طعام كافٍ، وظروف صرف صحي سيئة"، مضيفة أن احتجاز الأطفال المهاجرين قد يعتبر أمراً قاسياً ولا إنسانياً أو مهيناً. إنها معاملة محظورة بموجب القانون الدولي.

يعاني المهاجرون من معاملة قاسية وسيئة. ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" على موقعها على شبكة الإنترنت في 26 نوفمبر 2018 أن السلطات الأمريكية استخدمت الغاز المسيل للدموع في مناسبات متعددة لمنع المهاجرين من أمريكا الوسطى، ما أسفر عن إصابة العديد من الناس. ووفقا لتقرير صادر عن صحيفة "نيويورك تايمز" في 21 يونيو 2019 ، أظهر تقرير لوزارة الأمن الداخلي أن مركز معالجة الحدود في "إل باسو" كان يحتجز ما يصل إلى 900 مهاجر في منشأة مصممة لـ 125 شخصا. واحتُجز بعض الأشخاص لأيام أو أسابيع في غرف مهيأة للوقوف فقط. وذكرت مجلة"التايم" على موقعها الالكتروني في 10 يوليو 2019 أن 24 مهاجرا لقوا حتفهم في مراكز الحجز بالولايات المتحدة منذ عام 2018. ووفقا لتقرير صادر عن "أريزونا رينج نيوز" على موقعها على شبكة الإنترنت في 8 يوليو 2019، فقد نظمت جماعة مجتمع يهود أريزونا من أجل العدالة مظاهرات ضد انتهاك حقوق الإنسان من قبل مراكز احتجاز المهاجرين في فينيكس في 2 يوليو 2019 ، مستنكرة ظروف الاحتجاز القاسية التي انتهكت بجسامة المعايير الإنسانية، بما في ذلك الطعام منتهي الصلاحية، والرعاية الطبية غير الكافية، والحمامات القذرة، والحوادث الأمنية غير المبلغ عنها. وذكرت شبكة "سي إن إن" في 22 يونيو 2018 أن انتهاكات جسيمة وقعت في مرافق احتجاز المهاجرين. وقالت إن السجلات الطبية لمركز شيلوه للعلاج، وهو أحد مراكز الاحتجاز، أظهرت أنه يتم حقن الأطفال بالمهدئات ومضادات الذهان. وقد وصف فتى يبلغ من العمر 13 عاما من السلفادور حادثة عندما تعرض للاعتداء من قبل موظفين - بعد أن حاول الهرب - ما تسبب في إغمائه وترك كدمات على جسده. بعد ذلك، ورغم اعتراضاته، تم إعطاؤه حقنة دواء "لتهدئتي" حسبما قال الفتى. وقالت فتاة تبلغ من العمر 11 عاما يشار إليها باسم ماريسيللا، قالت في سجلات المحكمة إنها كانت تتناول 10 أقراص دواء يوميا كان لها آثار جانبية، بما في ذلك الصداع وفقدان الشهية والغثيان. أما أحد المراهقين، الذي فر من غواتيمالا هربا من أب مسيء وعمالة الأطفال القسرية، فقد ظل محتجزا فيدراليا لمدة عامين تقريبا في مرفق احتجاز الأحداث في مقاطعة يولو بكاليفورنيا، وهو منشأة آمنة خصصتها الحكومة لإيواء أطفال المهاجرين، والذي وصفه الفتى بأنه سجن للأحداث، حيث كانوا يُعاملون مثل المجرمين. وفي مركز "شيناندواه فالي" للأحداث، ذكر المعتقلون أنهم تعرضوا للطعن بقلم، واحتُجزوا مُصفّدين، وتعرضوا لسخرية الموظفين وجُردوا من ملابسهم والمراتب التي ينامون عليها.

كانت الولايات المتحدة السبب في تفاقم مشاكل الهجرة في الأمريكتين. ذكرت صحيفة "الغارديان" على موقعها على شبكة الإنترنت في 19 ديسمبر 2018، أن "زعزعة الاستقرار في الثمانينيات من القرن الماضي- والتي كانت جزءا كبيرا من جهود الحرب الباردة الأمريكية- كانت مهمة بشكل لا يصدق في خلق نوع من الظروف السياسية والاقتصادية الموجودة في تلك الدول اليوم... أما العائلات الموجودة في قوافل المهاجرين التي تتجه نحو الحدود الأمريكية فإنها تحاول الهروب من الجحيم الذي ساعدت الولايات المتحدة على خلقه. " ذكر مقال نشره موقع (commondreams.com) في 15 أغسطس 2019، أن العوامل التي تدفع سكان أمريكا الوسطى خارج منازلهم هي الفساد والقمع السياسي، وقوة عصابات المخدرات وتغير المناخ - جميع العوامل التي يمكن أن تعزى بطرق مهمة إلى تصرفات الولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية لعدة عقود.


<  1  2  3  4  5  6  7  8  >  


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号