الصفحة الأولى | حجم الخط  

النص الكامل: سجل انتهاكات حقوق الإنسان في الولايات المتحدة في العام 2019

arabic.china.org.cn / 09:17:46 2020-03-14

رابعا، التمييز والعنف الشديدان ضد المرأة

منذ تأسيس الولايات المتحدة الأمريكية قبل أكثر من قرنين، لطالما حاربت النساء من أجل المساواة بين الجنسين. لكن وحتى يومنا هذا، لم تصدق الولايات المتحدة بعد على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة. ولا تزال النساء في الولايات المتحدة يواجهن تمييزا منهجياً ومؤسسياً واسع النطاق، مع تمييز صريح وسري بين الجنسين بأشكال مختلفة.

تواجه النساء اعتداءات عنيفة شديدة. ذكرت مؤسسة صندوق أبحاث "ايفريتاون" على موقعها على شبكة الإنترنت في 17 أكتوبر 2019، أن الولايات المتحدة كانت البلد الأكثر خطورة بالنسبة للنساء بين الدول ذات الدخل المرتفع بالنظر إلى الاستخدام المتزايد وواسع النطاق للبنادق من قبل المعتدين. ففي عام 2015، كانت نسبة 92 في المائة من جميع النساء اللائي قُتلن بالسلاح في هذه البلدان من الولايات المتحدة. وقال التقرير إن النساء في الولايات المتحدة كن أكثر عرضة للموت بسبب الأسلحة النارية بنسبة 21 مرة عن أقرانهن من النساء في الدول النظيرة، كما أن ما يقرب من نصف ضحايا جرائم القتل بالأسلحة النارية قُتلن على يد شريك حميم حالي أو سابق. ووجدت الدراسة أن الوصول إلى السلاح جعل منه أكثر استخداما بخمس مرات لقيام الشريك المسيء بقتل ضحيته. وكل شهر، يتم إطلاق النار على 52 امرأة في المتوسط على أيدي شريك حميم، حيث أبلغت 4.5 مليون امرأة عن تعرضهن للتهديد بمسدس. وذكرت صحيفة " يو إس توداي" في 20 نوفمبر 2019، أن عدد جرائم القتل المرتبطة بالعنف المنزلي يواصل ارتفاعه. ووفقا لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، فإن نحو 70 في المائة من النساء الأمريكيات تعرضن للعنف البدني أو الجنسي من شريك حميم في حياتهن، فيما ذكر التحالف الوطني الأمريكي ضد العنف المنزلي، أن واحدة من كل ثلاث نساء قد تعرضت لشكل من أشكال العنف الجسدي من قبل شريك حميم. ومن بين النساء اللاتي لقين حتفهن، فإن امرأة من كل ثلاثة نساء قُتلت على يد شريك حميم.

تواجه النساء بشكل شائع اعتداءات وتحرشات جنسية. فوفقاً لنتائج مسح مشترك أجرته منظمة "أوقفوا التحرش في الشوارع" الأمريكية غير الربحية وجامعة كاليفورنيا سان دييغو، فإن 81 في المائة من النساء تعرضن لبعض أشكال التحرش الجنسي خلال حياتهن. وبحسب نتائج دراسة نشرت في مجلة "جاما" للطب الداخلي، فقد تم اغتصاب أكثر من 3.3 مليون امرأة أمريكية تتراوح أعمارهن بين 18 و 44 عاما عند أول مرة مارسن فيها الجنس. وقدر باحثون أن واحدة من كل 16 امرأة بالولايات المتحدة عايشت تجارب مماثلة، وأن متوسط عمر النساء اللائي عانين من بدء ممارسة الجنس القسري كان 15.6 عاماً. وأورد موقع الأمم المتحدة على شبكة الإنترنت بيانات من هيئة الأمم المتحدة للمرأة في 24 نوفمبر 2019 أفادت بأن حوالي ربع طالبات الجامعات قُلن بتعرضهن لاعتداءات جنسية أو سوء سلوك جنسي. وذكرت شبكة "سي إن إن" في 2 مايو 2019، نقلاً عن تقرير صدر عن البنتاغون، أن معدلات الاعتداء الجنسي على النساء ممن هُنّ في قوة العمل الفعلية قد ارتفعت بشكل كبير، مع تعرض النساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 17 و 24 عاما لأكبر خطر للاعتداء الجنسي. وذكرت صحيفة "آرمي تايمز" في 21 أغسطس 2019، أن معدل انتشار الاعتداءات الجنسية بحق النساء في الجيش ارتفع من 4.4 في المئة في عام 2016 إلى 5.8 في المئة في 2018.

تواصل ارتفاع معدلات الاعتداءات الجنسية. وفقا لنتائج تقرير أصدره مكتب التحقيقات الفيدرالي في العام 2019، حول الجرائم التي وقعت في الولايات المتحدة عام 2018، فقد تم إبلاغ سلطات إنفاذ القانون عن 139380 حالة اغتصاب في عام 2018، بزيادة 2.7 بالمائة عن تقديرات عام 2017، و 18.1 بالمائة أعلى من تقديرات 2014. ووفقا لنتائج تقرير صادر عن "دنفر بوست" في 15 مارس 2019 ، قدمت 51 أنثى اتهامات إلى محكمة بمقاطعة كولورادو ضد اللجنة الأولمبية الأمريكية وموظفيها ومديريها ومجلس الإدارة الوطني لفشلهم في منع اعتداءات جنسية من قبل لاري نصار المدرب السابق وطبيب الفريق الوطني. وكانت غالبية المدعيات قاصرات وقت الاعتداء، وبعضهن لا يزلن قاصرات، وكانت أصغر رياضية مُدرجة في الدعوى تبلغ من العمر ثمانية أعوام فقط. وقالت المدعيات الـ 51 إن اللجنة الأولمبية الأمريكية كانت قادرة على منع إساءة معاملة الرياضيات الشابات، لكنها فشلت في اتخاذ تدابير فعالة.

انتشار التمييز بين الجنسين في أماكن العمل على نطاق واسع. ذكرت صحيفة "لويزيانا الأسبوعية" في 16 ديسمبر 2019، أن أكثر من أربعة نساء من بين كل عشرة نساء قُلن إنهن تعرضن للتمييز على أساس الجنس في أماكن عملهن فيما يتعلق بالحصول على أجور أو ترقيات على قدم المساواة. وأظهرت نتائج بيانات صدرت عن مكتب إحصاءات العمل في الولايات المتحدة في نوفمبر 2019، أن النساء اللواتي كُنّ يعملن بدوام كامل في عام 2018، حصلن على أجور ورواتب أسبوعية بمتوسط 81 في المائة من إيرادات العاملين بأجر ودوام كامل من الذكور. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" في 8 فبراير 2019 أن التمييز ضد النساء الحوامل في جميع أنحاء العمل في الولايات المتحدة ظل واسع النطاق. وقال التقرير إنه تم تجاوزهن وحرمانهن من الترقيات والزيادات، كما فُصلن من العمل عندما اشتكين. وذكرت صحيفة "هفبوست" في 4 ديسمبر 2019 أن الولايات المتحدة كانت واحدة من بين دول قليلة لم تضمن أي إجازة مدفوعة الأجر للأمهات الجدد. وأظهر تقرير لـ "نيو أمريكا" أن 48 في المائة من الأمهات أخذن إجازة غير مدفوعة الأجر لرعاية طفل جديد أو أحد أفراد الأسرة. واقتطع كل طفل 4 في المائة من أجر عمل كل ساعة للمرأة، وفقا لتحليل أجراه عالم اجتماع في جامعة ماساتشوستس. وتواصل ارتفاع عدد ادعاءات التمييز ضد الحمل التي يتم تقديمها سنويا إلى لجنة تكافؤ فرص العمل منذ عقدين، ولامس أعلى مستوياته على الإطلاق. وبناءً على نتائج بيانات من المؤشر العالمي للفجوة بين الجنسين الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، فإن من المقدر أن الولايات المتحدة ستحتاج إلى 208 سنوات أخرى للوصول إلى المساواة بين الجنسين.

تداخل مشاكل التمييز الجنسي والعنصري. وفي مواجهة التمييز بين الجنسين والتمييز العنصري، عانت نساء الأقليات العرقية ظروفاً بائسة للغاية. فقد أفادت صحيفة "فيلانتروبي دايجست" في 8 فبراير 2019 بناءً على دراسة استقصائية شملت 4300 موظف متطوع، أن النساء الملونات عُوملن بطريقة غير عادلة من حيث العثور على وظائف وترقيات جديدة . وذكرت (WBUR) في 28 أكتوبر 2019 أن حوالي 20 في المئة فقط من الرجال البيض كانوا يعملون في وظائف منخفضة الأجر، في حين أن 40 في المئة من النساء السود يعملن في وظائف بأجور منخفضة ومن ثم 46 في المئة من النساء اللاتينيات أو من أصول إسبانية. وذكرت شبكة "CNBC" في 2 أبريل 2019 أن النساء السود حصلن على 61 سنتًا أمريكيًا مقابل كل دولار يكسبه نظرائهن من الرجال البيض. وأضاف التقرير أن النساء الأمريكيات من السكان الأصليين حصلن على 58 سنتًا مقابل كل دولار يكسبه نظرائهن من الرجال البيض، وأن النساء اللاتينيات حصلن على 53 سنتًا مقابل كل دولار يكسبه نظرائهن من الرجال البيض. وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" في 22 نوفمبر 2019 أن النساء اللاتينيات عانين من أسوأ فجوة في الأجور بين الجنسين بالنسبة لأي مجموعة من نساء الأقليات. فقد أظهرت نتائج بيانات عام 2019 أن النساء اللاتينيات كسبن 46 في المئة أقل من الرجال البيض و 31 في المئة أقل من النساء البيض.

تواجه النساء تهديد الفقر بشكل أشد. أفادت صحيفة "يو إس أيه توداي" في 6 نوفمبر 2019 أنه وفقًا لـ "وول ستريت 24/7"، كانت النساء أكثر عرضة من الرجال للعيش تحت خط الفقر. فقد عاش إجمالي 10.6 في المائة من الرجال في الولايات المتحدة تحت خط الفقر، مقابل 12.9 في المائة للنساء. وظلت الفجوة في الأجور بين الجنسين في الولايات المتحدة من بين أعلى النسب في العالم الغني، وكان 70 في المائة من نسبة الفقراء في الولايات المتحدة من النساء والأطفال. ومن بين 7.1 مليون من كبار السن الذين يعيشون ظروف الفقر في الولايات المتحدة، كان نحو اثنين من كل ثلاثة من النساء. وقدّر مكتب الإحصاء الأمريكي أن 16 بالمائة من النساء اللاتي تزيد أعمارهن عن 65 عاما عشن على خط الفقر أو ما دونه. وكانت النساء الأميركيات من السود واللاتينيات والسكان الأصليين أكثر عرضة مرتين للعيش في ظروف الفقر من النساء المسنات البيض. ووفقا لدراسة أجرتها جامعة "هارفارد"، خفض الكونغرس الأمريكي بشدة تمويل مراكز تطوير الأعمال النسائية ابتداء من عام 2009. وبالإضافة إلى ذلك ، قامت كل ولاية تقريبا في الولايات المتحدة بقطع التمويل والبرامج (التي تم تخفيضها أيضا على المستوى الفيدرالي) والتي كانت تساعد النساء على دعم أطفالهن، وتدريبهن على العودة إلى القوى العاملة. وقد أدت هذه التحركات إلى تفاقم مشاكل فقر المرأة.


<  1  2  3  4  5  6  7  8  >  


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
تحميل تطبيق شبكة الصين

 
انقلها الى... :
China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号