معرفة الصين للتعريف بها

المحطة الأهم في رحلتي، هي عملي بمؤسسة شبكة الصين الإعلامية، حيث أستمتع بتقديم الجديد حول هذا البلد وحكاية قصص أبناء الشعب وكفاحه لتحقيق حياة أفضل، ونقلها بجميع تفاصيلها إلى العالم. أغطي بشكل عام نموذج التنمية الصيني وكل ما يتعلق به من جهود مكافحة الفقر وتحسين مستوي معيشة الفئات الضعيفة، وكذلك التطوّر الكبير الذي تحقّق في الارتقاء بالتقنيات الزراعية. كوني أري أن المخرَج من الأزمات التي تعاني منها مناطق عديدة في العالم، خاصة العالم العربي وقارة إفريقيا، تقتضي الاستفادة من النموذج الصيني لأنه الأقرب والأصلح لمعالجة مشاكل نقص الغذاء وضعف التنمية.

وتوّجت رحلة التعريف بالصين في أغسطس من العام 2017، حيث أطلق القسم العربي بمؤسسة شبكة الصين الإعلامية برنامجا مصورا، باللغتين العربية والصينية، بعنوان "من قلب الصين". وكان ذلك بمثابة الخطوة الأولى نحو نقل قصة الصين بالصوت والصورة لتعريف شريحة أكبر من العرب بأحوال الصين الحقيقية والتطورات التي تشهدها، ومحو الصورة النمطية التي تكوّنت لدى البعض بسبب التشويه الإعلامي الممنهج ضد الصين.

والقصة التي تأثرت بها أكثر خلال تصوير إحدى حلقات البرنامج، كانت لأسرة مكونة من ثلاثة أطفال توفيت والدتهم ويعاني الأب من مشاكل صحية، عاشوا لسنوات في فقر مدقع بإحدى مناطق مدينة يانآن التابعة لمقاطعة شنشي وسط الصين. شاهدت بنفسي "الكهف" الذي كانوا يعيشون بداخله بعد زيارتهم في منزلهم الجديد الذي تكفلت الحكومة ببنائه، والمدرسة الداخلية التي يتلقى فيها الأطفال تعليما مجانيا.

هذه القصة جعلتني أتساءل، كيف تحقق ذلك؟ وبعد البحث، وجدت أن الحكومة الصينية ذهبت مباشرة لمعالجة المشاكل التي تسبب الفقر أو تفاقمه، وأهمها الأمية، وضعف البنية التحتية، ونقص التدريب والمهارات الفنية، وتغطية مظلة الضمان الاجتماعي. وحينها أيقنت كيف أن جهود الحكومة الصينية طوال الأربعين عاما الماضية لم تذهب سدى، فقد انتشلت الصين 770 مليون مواطن من براثن الفقر، ما يمثل 75% من الإجمالي على مستوى العالم. وفي العام الماضي، عقدت الصين تجمعا كبيرا للاحتفال بإنجازاتها في القضاء على الفقر المدقع وتكريم نماذجها المثالية في مكافحة الفقر، لبدء مسيرة جديدة لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل.