سفير عُمان عبد الله بن صالح السعدي
ستكون هذه القمة الحدث الدبلوماسي الأكبر للصين خلال 2017. وإنني على ثقة بأن لها أهمية كبرى، لأنها تأتي في إطار تعزيز وتدعيم العلاقات بين الصين ومختلف البلدان الواقعة على طول "الحزام والطريق"، وتبرز الفرص المتاحة للتعاون والتبادل في مختلف المجالات. لقد حظيت مبادرة "الحزام والطريق" بردود فعل إيجابية من قبل العديد من الدول، لأنها تنطوي على عدد من الخصائص التي تميزها جوهريا عن نمط المبادرات والمشروعات التي طرحتها الدول الغربية خلال العقود السابقة، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي.
وأنا شخصيا أتطلع إلى أن تثمر هذه القمة عن نتائج ملموسة، وأن تشجع دول المنطقة على مزيد من الانخراط بصورة أنشط. ففي عالم اليوم، وقبل الانضمام إلى أي آليات، يجب أن تقيم الدول المنافع المتبادلة فيما بينها أولا. لذلك أعتقد أن هذه القمة ستنجح في توصيل مضمونها، ليس إلى السياسيين ورجال الأعمال فحسب، وإنما أيضا للمواطن العادي الذي بات يعقد آمالا عليها. في الختام، أرى أنه يجب التأكيد على التشارك الاقتصادي من أجل أن تستفيد كافة الأطراف وتتحقق النتائج المربحة للجميع، ولا يجب أن تكون المشروعات شكلية، بل يجب أن تحقق فوائد عملية وفعالة ومتوازنة جيدا للمحليين أيضا، كما آمل أن تساعد هذه القمة على ازدهار السمعة الوطنية للصين في العالم أجمع، لاسيما في سياق تصاعد الحمائية التجارية.