سفير السودان عمر عيسى أحمد
بعد النجاحات التي حققتها الصين في التنمية خلال العقود الماضية، أصبح للصين مكانة مرموقة ودور بارز كقوة اقتصادية وسياسية مؤثرة على مستوي العالم. ومبادرة "الحزام والطريق" تعتبر منظومة متكاملة من السياسات في مختلف المجالات، تهدف الصين من خلال تطبيقها إلى تقديم نموذج اقتصادي متفرد يضمن كسر الاحتكار وتعزيز التنافسية، بجانب تعزيز التواصل الإنساني بين الدول الواقعة في مسار "الحزام والطريق"، مما يجعل المبادرة جاذبة لدول العالم بالمقارنة مع نماذج التعاون الاقتصادي الدولي الأخرى التي أثبتت فشلها وعدم اكتراثها بتحقيق المنفعة المتبادلة، والإسهام في ترقية الروابط الإنسانية والثقافية بين قارات العالم المختلفة.
ستمثل قمة "الحزام والطريق" مرحلة جديدة في تاريخ التعاون بين الدول، وهي تتويج لجهود الصين في التبشير بالمبادرة التي قدمها الرئيس شي جين بينغ في عام 2013، وبلورة حقيقية لها عبر تحديد المسار العملي وشكل الشراكات المستقبلية مع دول "الحزام والطريق". ويُتوقع أن يتم خلال القمة، التي ستجمع عدداً من رؤساء الدول والحكومات، تعزيز الثقة السياسية بين شركاء "الحزام والطريق" والمساهمة في إثراء مقومات التعاون العملي وإيجاد أرضيه مشتركة للدول في مسيرتها نحو النهضة، بما يخدم المصالح المشتركة لهذه الدول والصين. هذه المنظومة تحتاج لتنسيق الجهود الدولية لصالح تهدئة الأوضاع في محيطها الإقليمي وتغليب المصالح المشتركة بين دولها وبقية دول العالم، وتحييَّد عناصر التوتر التي تغذيها بعض القوى الدولية النافذة، والذهاب إلى مبادرة رائدة وجاذبة على شاكلة مبادرة "الحزام والطريق".