سفير البحرين أنور يوسف العبد الله
عندما طرح فخامة الرئيس شي جين بينغ مبادرة الحزام والطريق خلال جولته التي قام بها إلى عدد من الدول الآسيوية في الربع الأخير من عام 2013، لم تمض سوى أشهر معدودة على طرح المبادرة حتى سارعت الدول العربية، ومنها مملكة البحرين، بالإعلان عن ترحيبها ودعمها لهذا المشروع الرائد، وذلك في الاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي- الصيني الذي عقد في بكين عام 2014. ومن وجهة نظري المتواضعة، تُعد هذه المبادرة نقلة نوعية متميزة تؤسس لمفهوم أن الفرص والمكاسب الاقتصادية ينبغي أن لا تستحوذ عليها أطراف محددة، وأن بناء الحزام والطريق يصب في تحقيق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك. وتأتي أهمية انعقاد القمة التي تستضيفها بكين في هذا الوقت، وبعد أن تبلورت أهداف هذا المشروع لتبدأ مرحلة جديدة تستند على التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف، وتحديد أولويات كل طرف، والشروع في تنفيذ البرامج المشتركة والمشاريع الجماعية في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها من المجالات التي تتماشى مع متطلبات الدول المعنية. إن الآمال والتطلعات المعقودة على هذه القمة كبيرة جداً، حيث من المُؤَمّل أن تساهم مخرجات هذا التجمع الكبير والهام، في تنسيق السياسات الخاصة بالتنمية الاقتصادية وتحسين البنى التحتية وإزالة الحواجز التجارية والاستثمارية، وتعميق الإصلاح والانفتاح على مختلف الثقافات والحضارات، خاصة بين الدول المعنية بالمبادرة، لما فيه خير وصالح شعوبها حاضراً ومستقبلاً.