7 مايو 2017 /شبكة الصين/ لن يشعر أي كابتن من الطيارين المدنيين باسترخاء وطمأنينية حقيقية، مثل مَنْ أزيح عن ظهره حمل ثقيل، إلا بعد هبوط الطائرة بسلام في كل مرة. ويعتبر كثيرون أن وظيفة الطيار المدني مهنة مثالية من حيث الراتب العالي والزي الرسمي الجذاب وغيرها من المظاهر الخارجية التي تبدو كأنها جيدة جداً. ولكن، في الواقع، لن تكون كابتناً مؤهلاً لقيادة الطائرة أثناء تحليقها في الأجواء إلا بعد صقل قدرتك على الطيران وكسب خبرات كافية في هذا المجال وقدرات على معالجة كافة أحوال الطوارئ. وفي هذا الصدد، يتحمل قادة الطائرات عادة مسؤوليات جسيمة وضغوطاً نفسية ثقيلة وراء مظاهرهم البراقة.

ويجب على الكابتن امتلاك خبرات وفيرة في الطيران، ليتولى مهام القيادة والسلطات المطلقة خلال الرحلة الجوية، ويشرف رئيسياً على تشغيل الطائرة ومعالجة أحوال الطوارئ وغيرها من الأعمال الأخرى. كما يتعين على الكابتن إكمال جميع الإجراءات التحضيرية للطيران بدقة قبل إقلاع الطائرة في كل مرة، ويظل يذكر دائما في قلبه جملة تقول إن الطيران لن يكون مسألة صغيرة.

تخرج تشاو ليه في معهد الطيران الثاني التابع لسلاح الجو بجيش التحرير الشعبي الصيني، وقد ظل يعمل طياراً في مطار بمقاطعة هاينان جنوبي الصين مدة 15 عاماً. ولا يعمل تشاو الآن كابتناً فحسب، بل مفتشاً للطيران. وباستثناء مهاميه اليومية للطيران، يتولى تشاو أحياناً مسؤولية تقييم الطيارين لترفيع درجاتهم الوظيفية أيضاً. وبحسب القوانين المعنية، فمن اللازم أن يصل الكابتن إلى قاعدة المطار قبل تنفيذ مهمة طيرانه بـ85 دقيقة، ولكن تشاو قد اعتاد على الوصول إليها قبل الموعد المحدد بكثير لإجراء الأعمال التحضيرية اللازمة: أولاً، مسح بطاقة عمله لتسجيل وصوله، ثم الخضوع لاختبار الكحول، وثالثاً تلقي حزمة البيانات الخاصة برحلة الطيران. وعلى الرغم من خبراته الوفيرة في الطيران لسنوات عديدة، مازال تشاو ليه يقرأ بدقة بالغة كل ما يكتب في حزمة البيانات حول أي رحلة طيران قبيل تنفيذها. وعلى غرار ذلك، في عشية رحلة الطيران، يجب على الكابتن البحث عن الاحتياطات الخاصة بمعلومات خط طيرانه في اليوم التالي باستخدام التطبيق الهاتفي الخاص.

وبالإضافة إلى ذلك، يتحدث الكابتن مع مساعده حول موضوعات تتعلق بتحديد مهمة طيرانهم، ثم يجتمع بكل أعضاء الطاقم ومن ضمنهم المضيفات ورجال الأمن وغيرهم قبيل انطلاق الرحلة، وبعد انتهائهم من الاجتماع، يصعد الكابتن مع أفراد طاقمه إلى الطائرة وبعد تفتيش كامل لها يدخل الكابتن غرفة القيادة ويتم إدخال معطيات خط الطيران في الكمبيوتر، ويستعد لإقلاع الطائرة بعد صعود جميع الركاب على متنها.

وقال تشاو ليه إنه مازال يشعر بتوتر كبير خلال عملية طيرانه مثل مَنْ يقود الطائرة لأول مرة على الرغم من إمضائه مدة طويلة في هذا العمل الذي يؤديه بكل إخلاص وتفانٍ.