7 مايو 2017 /شبكة الصين/ تقع قرية دينغجياتشاي في منطقة جبلية نائية داخل حدود ولاية شيشوانغباننا الذاتية الحكم في مقاطعة يوننان جنوب غربي الصين، وتبعد عن مدينة بوآر المعروفة بإنتاج شاي بوآر بمسافة أربع أو خمس ساعات بالسيارة، حيث تنتشر على جانبي آخر جزء من الطريق المتجه إليها "وانقونغ" و"ما خي" و"بوخهتانغ" وغيرها من حدائق زراعة الشاي المشهورة.

وبعد الوصول إليها، لا تترك هذه القرية في أذهان الناس إلا انطباع ازدهارها، حيث يظل مواطنوها ينهمكون في قطف أوراق الشاي وتحميصها وتصنيعها أو في استقبال ضيوف يعشقون الشاي جاءوا مدفوعين بإعجابهم بشهرة القرية، وتفوح في أجواء جميع شوارعها رائحة الشاي اللطيفة دائماً. وشهدت القرية التي تقطنها أكثر من 40 أسرة من أبناء أقلية قومية ياو شهدت تغيرات هائلة خلال السنوات الأخيرة بفضل تجارة شاي بوآر المزدهرة، وقد شيد كثير من المواطنين المحليين بنايات جديدة لعائلاتهم.

ومن ناحية أخرى، فمن بين نحو مائتي نسمة من إجمالي سكان القرية، هناك أكثر من 30 شاباً من مواليد ما بعد عام 1990، فلم يغادر أحد منهم مسقط رأسه للعمل في الخارج. ولي بي رونغ (25 عاماً) أحد هؤلاء الشباب أيضاً. وأثناء أكثر موسم تجارة الشاي ازدهاراً، يجب عليه قطف أوراق الشاي وتحميصها وقيادة الضيوف إلى الحدائق المجاورة لشراء الشاي وغيرها، وهذا هو عمله العادي في كل يوم بانتظام.

وتخرج لي بي رونغ في مدرسة مهنية عام 2013، وكان في ذلك الوقت يرغب في العمل وكسب الأموال خارج قريته، فسبق له أن تولي بعض الوظائف في إستديو تصوير وشركة تأمين وغيرهما من الوحدات في المدن، ولكن عزم على العودة إلى مسقط رأسه لممارسة تجارة إنتاج الشاي في نهاية المطاف بعد تبادل الآراء والأحاديث مع أحد أصدقائه ذات مرة بالصدفة. وأوضح لي أنه اختار العودة إلى القرية بعد إدراكه قيمة شاي بوآر العالية، فبدأ تعلم إنتاج الشاي من عمه منذ خريف عام 2015.

ولم يستقر لي بي رونغ نفسه في القرية فحسب، بل نصح أخاه الكبير لي بي تشنغ الذي كان يعمل آنذاك في مدينة جينغهونغ بالعودة أيضاً. وأما أخوه الصغير لي بي ينغ، فقد عاد أيضاً في العام الماضي بعد تخرجه في المدرسة الثانوية. وأعرب لي بي رونغ أنه ظل يتعلم كثيراً من المعلومات والمعارف الخاصة بتصنيع شاي بوآر وإدارة تجارته باستمرار أثناء تعاونه وتبادلاته مع تجار الشاي وضيوفه في القرية، وأكد لي أن التجار القادمين إلي القرية جلبوا لسكانها تغيرات كثيرة في فن تحميص الشاي وغيره، ومن أكبر أمنياته حالياً هو إنتاج الشاي بشكل أفضل، كما يتطلع إلى فرص دراسة المزيد من معارف ثقافة الشاي في الخارج لإدخال تكنولوجيا أكثر تقدماً ذات صلة إلى قريته.