الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
مخطوطات القرآن النادرة في الصين (صور)
تاسعا: نسخة لانديانتشانغ
في مسجد قرية لانديانتشانغ بحي هايديان في ضواحي بكين عدد من نسخ القرآن القديمة، من بينها نسخة كاملة من ثلاثين مجلدا بخط اليد. رغم أن تاريخ نسخها غير معروف إلا أن بعض الكتب الدينية القديمة الموجودة في هذا المسجد تعطينا معلومات مفيدة عن وقت إنجازها، مثلا يوجد منها مجلد مخطوط منفرد عن السورة الثامنة عشرة ((الكهف)) ، كتبت على حاشية ورقها عبارة "اليوم العاشر للشهر السادس من السنة العاشرة لعهد الإمبراطور قوانغ شيوي" (سنة 1884 الميلادية)، وكتاب آخر تحت عنوان ((كلام الله)) التاريخ المدون على حاشية ورقه هو "الشهر الحادي عشر من السنة الخامسة عشرة لعهد الإمبراطور قوانغ شيوي" ( سنة 1898 الميلادية). وبالنظر إلى التشابه الواضح بين تلك النسخة الكاملة وبين هذه الكتب في الورق وطبيعة مادة الغلاف ومدى تشوه المظهر بسبب طول الزمن، يمكننا القول إن عمر تلك النسخة النفيسة هو تقريبا نفس عمر تلك المخطوطات، قد تم إنجاز نسخها أيضا في عهد الإمبراطور قوانغ شيوي الذي بقى على العرش من عام 1875 إلى عام 1908، أي أن عمرها مائة عام على الأقل. فضلا على ذلك، هناك تشابه في الخط وتاريخ النشر بين هذه النسخة وثاني مصحف طبع بالكليشيه في يوننان. وإلى جانب قدم تاريخها نلاحظ كذلك أن مستوى فن الخط لنسخها رفيع، وأن كل علامات القراءة موجودة في صفحاتها بدون أي نقص، مما يدل على قيمتها البارزة في الصين.
مازال مصحف مسجد لانديانتشانغ في حالة جيدة، فكل النصوص سليمة واضحة الحرف وحركة النطق والمقاطع اللفظية الخ. كل هذا يعطي دليلا على أن النساخ أولى عملية النسخ جل اهتمامه وأنه بارع في الكتابة بالقلم القوي والسلس. إن هذه النسخة من كتاب الله جديرة بأن تعد من نفائس الكتب الكلاسيكية ونوادر الأعمال الفنية التاريخية.
فضلا على ما ذكرناه من النسخ النفيسة لكتاب الله في الصين، يوجد لدى عامة المسلمين الصينيين وفي مكتبات المساجد والمعاهد الإسلامية المنتشرة في أنحاء البلاد عدد هائل من النسخ المخطوطة للمصحف الشريف وغيره من الكتب الدينية القديمة، وكثير منها لم يكتشف بعد، ولا تُعرف على وجه اليقين أحوالها، والأمر يحتاج منا أن نبذل جهدا أكثر لتعميق بحوثنا في هذا الموضوع، فهي من الآثار الحضارية التاريخية الإسلامية في الصين، وتعكس صورة حقيقية لفن الخط العربي لدى المسلمين الصينيين. لقد قدم نساخو المصحف الشريف من المسلمين الصينيين الذين برعوا في فن الخط العربي مساهمات تاريخية عظيمة الأهمية ساعدت على توارث وتطوير الثقافية الإسلامية وإبداع فن خط عربي متميزة بخصائص صينية. إن مآثر هؤلاء لا تُمحى وأعمالهم الرائعة سوف تظل خالدة في سجلات التاريخ.
شبكة الصين / 10 فبراير 2010 /
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |