الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

مخطوطات القرآن النادرة في الصين (صور)


تشن جين هوي

غلاف مصحف المحظية العطرية

قال عز من قائل "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ". القرآن الكريم نزل به الوحي قبل أكثر من أربعة عشر قرنا، وقد استعمل النبي -صلى الله عليه وسلم- الكتابة في تدوين واتخذ لذلك كتاباً من الصحابة ، فكان القرآن يكتب كله بين يدي رسول الله على الرِّقاع والسعف والأضلاع والحجارة، وكانت الآية من القرآن تنزل على رسول الله فيأمر كاتب الوحي بكتابتها في موضع كذا من سورة كذا، واستمر الأمر على هذه الحال حتى وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يقبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا والقرآن محفوظ مكتوب لا ينقصه إلا الجمع في مصحف واحد. وفي عصر الخلفاء الراشدين (632 – 661م) بدأت أعمال جمع وترتيب القرآن، وفي عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان تم تدوين القرآن في مصحف واحد نسخت من سبع نسخ حُفظت في المدينة المنورة، مكة المكرمة، دمشق، الكوفة، البصرة، صنعاء، والبحرين. هذه النسخ السبع هي أقدم مخطوطات القرآن الكريم. فهل ما زال أي منها موجودا حتى الآن؟ يقال إن نسخة من هذه النسخ السبع محفوظة حتى الآن ولكن الأمر يحتاج تحقيقا وتأكيدا. فيما بعد، زاد عدد مخطوطات القرآن الكريم في العهد الأموي والعصر العباسي. ويقال إن ابن البواب(؟ - 1022)، النساخ المعروف في العصر العباسي نسخ بمفرده 64 نسخة من القرآن طوال حياته، منها نسخة مازالت موجودة في استنبول بتركيا، وأخرى في دبلن بإيرلندا. إذن، متى ظهرت أول نسخة للقرآن بخط اليد في الصين، ومن الذي نسخها؟ ليس ثمة إجابة قاطعة على ذلك، ولكننا نستطيع أن نستدل من مخطوطات القرآن الموجودة في الصين أن أقدمها يرجع إلى القرن الحادي عشر الميلادي تقريبا، أي في أواسط العصر العباسي. في تلك الفترة، انتشر القرآن انتشارا واسعا بالسهول الوسطى للصين مع انتشار الدعوة الإسلامية في تلك البقعة. ويحمل عدد قليل من مخطوطات القرآن القديمة في الصين أسماء ناسخيها، بينما أسماء وتورايخ نسخ معظمها مجهولة، وهذا ما يجعل البحث في تاريخ الإسلام وتاريخ نسخ القرآن في الصين مهمة شاقة. الأمر الآخر الذي يزيد من صعوبة البحث في هذا المجال هو إمكانية وجود نسخ دخيلة من بين المخطوطات الموجودة. بيد أنه من الأهمية بمكان أن نشير هنا إلى أن نسخ الكتاب العزيز بخط اليد أدي إلى انتشار وتطور فن الخط العربي إلى أبعد الحدود، في الصين. فقد وجدت أنواع الخطوط العربية، بما فيها النسخ، الكوفي، الفارسي في مخطوطات القرآن المتوارثة في ربوع الصين، وإن كانت اختلفت قليلا عن أشكالها الأصلية، نتيجة اندماج الثقافة العربية في الثقافة الصينية وتطورهما المشترك. ومن أشهر مخطوطات القرآن القديمة التي ما زالت موجودة في الصين ما يلي:

صفحتان من مصحف المحظية العطرية

أولا: نسخة سالار

يقال إنه في القرن الثالث عشر للميلاد، كان في سمرقند (منطقة سارخس في ولاية ماري، تركمانستان حاليا) بوسط آسيا شقيقان، الأكبر يدعي "قارمون" والأصغر "أحمون"، وقد أحبهما الناس، وذاعت شهرتهما ولا سيما بين المسلمين من أبناء قبيلة "سالور"، مما جلب لهما سخط الملك الذي انهمك في تدبير المؤامرات والمكائد للتخلص منهما. لكن جهود الملك أخفقت، وما كان من هذين الشقيقين إلا أن غادرا مسقط رأسهما مع 18 نفرا من أهلهما وأتباعما. كان معهم جمل أبيض يحمل نسخة من القرآن الكريم وماء وترابا وحبوبا من مسقط رأسهم. وتوجه الجميع ناحية المشرق بحثا عن مكان يسوده الأمن والسعادة والاطمئنان، ومضوا في سيرهم نحو جبل تيانشان وممر جيايوقوان وممر خشي والنهر الأصفر، بعد مشقات كثيرة وصلوا مكانا في وسط الصين يُدعى شيونهوا في مقاطعة تشينغهاى على ارتفاع 4500 متر عن سطح البحر، هناك فقدوا الجمل في الليل. في صباح اليوم التالي، وجدوا نبع ماء وبجانبه تمثال حجري لجملهم، وقد قيل إن الجمل الأبيض تحجر وتحول تمثالا في الليل. المهاجرون شربوا ماء النبع وجربوا تراب أرض شيونهوا، فوجدوا أن الماء والتراب هنا يشبهان ما حملوه من بلادهم، فآمنوا بأن هذا المكان هو مقصدهم واستقروا في شيونهوا، وسموا هذا النبع بـ"نبع الجمل الأبيض".



1   2   3   4   5    




تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :