المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني

 تشو شياو قوانغ، أول سيدة تشغل عضوية المجلس الوطني لنواب الشعب عن مدينة إيوو بمقاطعة تشجيانغ

شيوي تشي يونغ، المحامي والأستاذ بجامعة البريد والكهرباء ببكين، كان من الدفعة الأولى للمرشحين المستقلين، وتم اختياره عضوا بمجلس نواب الشعب لحي هايديان في العاصمة. تقدم شيوي تشي يونغ وأستاذان آخران باقتراح إلى اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب لمراجعة ((نظام إيواء وإقصاء المشردين والمتسولين عن المدن))، وقد تم إلغاء هذا النظام. في نهاية سنة 2003 تقدم سوي تشي يونغ لانتخابات مجلس نواب الشعب مستقلا وحصل على تأييد أكثر من ألف ناخب، وفاز على المرشح الرسمي، وبعد انتهاء مدته انتخب مرة أخرى بمجلس نواب الشعب لحي هايديان ببكين.

لماذا اختار الناخبون شيوي تشي يونغ الذي لم يتعهد بأي شيء لجامعة البريد والكهرباء ببكين. السبب هو أن الناخبين يرون فيه القدرة على المشاركة ومناقشة شؤون الدولة، فهذا الرجل له اهتمام خاص بقضية انتشار مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) وناقش دائما الميزانية المالية لحكومة هايديان وساهم في منع نقل حديقة حيوانات بكين من مكانها.

ياو لي فا، الموظف بمصلحة التعليم بمدينة تشيانجيانغ بمقاطعة هوبي، لم يكن طريقه إلى مجلس نواب الشعب سهلا، والسبب أنه يفتح العيون على مشاكل بعض المؤسسات. دخل انتخابات مجلس نواب الشعب لمدينة تشيانجيانغ مستقلا أربع مرات، من سنة 1987 إلى سنة 1998، ولكنه لم يحصل سوى على الهجوم والسخرية. في انتخابات سنة 1998، دخل المجلس ومارس مسؤولياته بدقة وشارك وناقش شؤون الدولة بنشاط.

ما حدث مع ياو لي فا، شجع 32 مرشحا مستقلا على دخول انتخابات مجلس نواب الشعب لمدينة تشيانجيانغ.

زيادة تمثيل المؤسسات الخاصة

خلال مسيرة تطور اقتصاد السوق والتحول الديمقراطي السياسي في الصين، تنوعت وتعددت مطالب ومصالح أعضاء مجلس نواب الشعب على مختلف مستويات وكذلك المؤسسات المختلفة، حسب إحصاءات اتحاد الصناعة والتجارة لعموم الصين، كان عدد أعضاء مجالس نواب الشعب على مستوى فوق المحافظة، الذين يمثلون المؤسسات الخاصة، في السنوات الأخيرة، أكثر من تسعة آلاف فرد. ومن بين 641 نائبا في مجلس نواب الشعب العاشر لمقاطعة تشجيانغ كان يوجد 96 رئيس مجلس إدارة ومديرا عاما، معظمهم يعملون في مؤسسات خاصة، ويحتلون حوالي 15% من عدد أعضاء المجلس.

بعد دخولهم مجالس نواب الشعب، يكون لرجال الأعمال الحق في الكلام عن شؤون الدولة، حيث يمكنهم إظهار أهمية أعمالهم لجذب اهتمام الحكومة بها. ولكن من ناحية أخرى، لم يطرح بعض النواب القادمين من المؤسسات الخاصة، أي اقتراح، بل يفتحون الأبواب التي تُسَهِل أعمال مؤسساتهم.

عدد ممثلي العمال الفلاحين قليل

نسبة ممثلي العمال الفلاحين في مجالس نواب الشعب حاليا قليلة للغاية، فعددهم في المجلس الوطني الحادي عشر لنواب الشعب الصيني ثلاثة فقط، وهذا عدد لا يكفي للتعبير عن أراء العمال الفلاحين بصورة شاملة.

يوجد في الصين حاليا 300 مليون عامل فلاح، ولكن حتى سنة 2008 لم يكن هناك من يمثلهم في المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، حتى تم اختيار هو شياو يان، لعضوية هذا المجلس.

هو شياو يان، المولودة في مدينة قوانغآن بمقاطعة سيتشوان، والتي تعمل في مقاطعة قوانغدونغ، أعلنت رقم هاتفها للجميع. وباعتبارها أول ناطق باسم العمال الفلاحين في أعلى مؤسسة للسلطة بالصين، تتلقى يوميا اتصالات ورسائل إلكترونية من آلاف الأشخاص طلبا للمساعدة. بالطبع لا تستطيع هذه المرأة أن تحل كل المشاكل، ومن الطبيعي أن يلقي عليها بعض العمال الفلاحين باللائمة. قالت: "أنا نائبة بالمجلس الوطني لنواب الشعب ولست في هيئة حكومية، لا يمكنني أن أنوب عن اتحاد العمال والحكومة لحل بعض المشاكل".

والحقيقة أن ظروف حياة هذه السيدة لم تتغير بعد اختيارها لعضوية المجلس، فمازالت تسكن مع زميلات لها في غرفة صغيرة مساحتها أكثر من عشرة أمتار، خالية من أي شيء ذي قيمة، باستثناء التلفاز. برغم ذلك تبحث وتدرس، وقد طرحت سبعة اقتراحات كلها تتعلق بالعمال الفلاحين في الدورتين السابقتين للمجلس الوطني لنواب الشعب، وفي دورة هذه السنة قدمت اقتراحات حول مشكلة تأخير دفع أجور العمال الفلاحين وتدريب العمال الفلاحين وتعليم أبنائهم. قالت: "تأخير دفع أجور العمال الفلاحين مشكلة رئيسية لهم، وقد تلقيت مئات الرسائل حول هذه المشكلة، ولكنني لا أستطيع حل كل المشاكل. العمال الفلاحون يحتاجون إلى عدد أكبر من المتحدثين باسمهم".