الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
مسيرة تاريخ ترجمة القرآن الكريم للغة الصينية
وفي الوقت نفسه تقريبا انهمك عالم آخر من قومية هوي في مدينة شا ديان بمقاطعة يوننان في ترجمة القران الكريم، وهو محمد مكين الذي ولد في أسرة مسلمة وأبوه كان أدي فريضة الحج وكان محمد مكين قد درس الثقافة الصينية وبالإضافة إلي دراسة اللغة العربية بتأثير من أبيه وأسرته منذ الصغر وكان محمد مكين قد درس علي التوالي على أيدي الإمام الكبير/خو سونغ شان/، و /دا بو شن/، و/حا ده تشن/، وغيرهم ليتعلم اللغة العربية والثقافة الإسلامية.
وفي عام 1931م، كان محمد مكين في الرابعة والعشرين من عمره ونشر ترجمته للجزء الأول من القران الكريم في (المجلة الإسلامية للطلاب) بمدينة شانغهاي. ولتفوقه في دراسته وحسن خلقه، بعثته المدرسة الإسلامية لتأهيل المعلمين بشانغهاي إلي مصر لإكمال الدراسة.
وقال الأستاذ لين سونغ من الجامعة المركزية للقوميات إن "المدرسة الإسلامية لتأهيل المعلمين بشانغهاي كانت قد بعثت محمد مكين إلي الخارج لإكمال الدراسة وكانت قد كلفته بالاجتهاد في الدراسة لأنه سيترجم القران الكريم بعد العودة وعليه تحمل هذه المهمة والخروج للدراسة.
وفي عام 1939م عاد محمد مكين إلي وطنه من مصر، ورفض دعوة باي تشونغ شي ليتولى منصبا حكوميا في مدينة تشونغ تشين بل عاد إلي بلدته مدينة شا ديان لترجمة القران الكريم.
وكانت الصين في حقبة مقاومة الغزو الياباني وتمر البلاد وقتها بكارثة وطنية وكانت معيشة أسرة محمد مكين شاقة للغاية، ولكنها لم تزعزع عزيمة محمد مكين على ترجمة القران الكريم وانهمك بكل نشاطه في ترجمة القران الكريم كما كتب نفسه قائلا "الثلج والرياح في المكان البعيد والجسم مثل الماضي، أصبحت العزيمة قوية أكثر بعد النكسة."
وقال جين شو رونغ المدير السابق للمدرسة الثانوية بمدينة قه جياو مقاطعة نوننان إن "محمد مكين، وحا ده تشن، وأبو زوجتي لا يدرسون في المدرسة فقط بل عملهم المهم أن يراجعوا مع محمد مكين ترجمته للقران الكريم وكانت المراجعة دقيقة للغاية حتي بعض الكلمات تحدد أحيانا بعد النقاش الطويل".
وفي عام 1945م، أسست كلية اللغات الشرقية والآداب في جامعة بكين ودعي محمد مكين إلي قسم اللغة العربية والحضارة العربية وجاء من مقاطعة يوننان إلي بكين.
وقال الأستاذ لي تشنغ تشونغ من جامعة ببكين للغات إن "محمد مكين كان أول أستاذ في قسم اللغة العربية والحضارة العربية وأول عميد لها أيضا وأول رجل يُدرس اللغة العربية في مؤسسات التعليم العالي في الصين وكان يتقن تدريس الطلاب الجدد من جهة ومن جهة أخرى يؤلف الكتب الدراسية لللغة العربية والثقافة، وفي الوقت نفسه يستغل وقته علي أفضل وجه لترجمة القران الكريم."
وفي الواقع فإن الترجمة الأولي للقران الكريم باللغة الصينية قد تمت في عام 1945م. وفي عام 1949م قد أصدرت رسميا من دار النشر للشوؤن التجارية ودار النشر بجامعة بكين الأجزاء الثمانية الأولي من القران الكريم مع شرحه باعتبارها الجزء الأول من الترجمة الكاملة.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |