الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

عاشقة الصين (صور)


حسين إسماعيل

 "عشق الصين"

عشق يعشق عشقا (الشيء)، أي أحبه أشد الحب، فهو عاشق وهي عاشقة. وعشق بالشيء لصق به ولزمه. وعَشَق الشيء بآخر أدخل أطراف أحدهما بين أطراف الآخر (المعجم الوسيط). والتعشيق (العاشق والمعشوق) طريقة معروفة في فنون العمارة الصينية والعربية، وهي الربط بين قطعتي خشب أو زجاج دون وسيط فتبقيان مرتبطتين إلى أن تفنيا معا.

لم تقل لي همت لاشين أكثر من أنها ستزور القاهرة، وإنها تود أن نلتقي لتقدم لي الكتاب الذي ألفته وخرج من المطابع قبل فترة وجيزة. كاد اللقاء يتبخر، فعندما اتصلت بها في اليوم المحدد كانت في الطريق من الإسكندرية إلى القاهرة برفقة أصدقاء من الصين، وبدا أنه من المتعذر أن نتقابل في ذات اليوم. قلت لها لا بأس، لعل الظروف تتيح لنا اللقاء في موعد آخر، فقالت ضاحكة: "أنا الذي أصنع الظروف"، سأحضر إلى مقر "الصين اليوم" صباح الغد.

كانت هناك مراسلات بيننا، هي من دبي وأنا من بكين والقاهرة. كانت تبحث عن مقالة نشرتها بمجلة "الصين اليوم"، عندما كانت طالبة تدرس اللغة الصينية في بكين في ثمانينات القرن الماضي. كنت أتمنى أن أحقق لها رغبتها، فأنا أدرك معنى ومغزى أن يعيد إنسان قراءة خواطر أو ملاحظات دونها قبل ثلاثة عقود. سعيت لدى الزملاء في قسم "الحفظ" بمقر "الصين اليوم" الرئيسي في بكين، ولكن لم يتيسر العثور على المقالة القديمة.

لم تكن فرحتها خافية عندما جلست في باحة مقر فرع "الصين اليوم" الإقليمي للشرق الأوسط في القاهرة، وأشرق وجهها أكثر عندما صافحت الزملاء الصينيين العاملين بالفرع الإقليمي، وحادثتهم بلسانهم. ولم يفتها أن تبدي ملاحظة خفوت الضوء في قاعة الاستقبال، قائلة إن هذا يتعارض مع مبادئ علم فنغشيوي الصيني. وقد لاحظتُ أنها عندما تتحدث عن الصين، تتدفق كلماتها سلسة عذبة متيمة بكل ما هو صيني. لم تكن هذه أول مرة أرى إعجابا وولعا بالصين، ولكنها ربما من المرات القليلة التي رأيت فيها "عشق الصين" متوهجا وموثقا بهذه الدقة.



1   2   3   4   5    




تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :