الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
مهرجانات صيد الأسماك ..هواية عربية وحرفة صينية (صور)
صناعة السمك في تونس تهتم بتصدير التونة للخارج
في الصباح الباكر، وبعد شروق الشمس مباشرة يخرج الحريد من الشعاب ويتجه إلى الشاطئ، في مجموعات كبيرة تسمى "السواد" أما الصغيرة منها فتسمى "قطفة". ويعتبر صيد الحريد أمرا سهلاً، حيث يتم تحديد موقعه بمجرد رؤيته على الشاطئ ومعرفة جهة سيره. وهناك طريقتان في صيد الحريد؛ الأولى عن طريق الشباك، حيث ينصب الصيادون شباكهم على بعد خمسين متراً ثم تلف من جهة البحر وعند وصوله إلى حد الشباك المعترضة يحاول الاتجاه إلى الجهة البحرية الأخرى فيجد أن الشباك تحاصره، وعندئذ تكون الشباك قد أطبقت عليه من جميع الجهات فيبدأ بالدوران وسطها، ثم تجمع قطع الحريد التي تم صيدها. أما الطريقة الثانية فيقوم عدد من الصيادين من ذوي الخبرة بدفع سمك الحريد نحو الشاطئ، حيث يتم إدخال سمك الحريد إلى الشباك القليلة المتوفرة لديهم. ويكون السباق بين الصيادين حول قدرة كل واحد منهم على صيد أكبر كمية من الأسماك، ويكون الفائز من يأتي بالأكثر عددا والأكبر حجما. ويكرم سمو أمير منطقة جازان الفائز في مهرجان شعبي يقام خصيصا لهذا الغرض سنويا.
ويحدد الصياد الفرساني تاريخ وصول سمك الحريد وفقا للتقويم الهجري القمري. وكان الأهالي قديماً يذهبون إلى مهرجان الحريد مشياً على الأقدام، بينما يركب قليل منهم الدواب وعندما يصل الناس، ينتشرون على الجبال التي تطل على الشاطئ يراقبون خروج الحريد ويتبادلون إفطارهم وهم في سعادة غامرة. ويطهى الحريد بطريقة "الحنيد" وهي طريقة عربية للطهي المسلوق، ولا يمكن أن يشوى أو يقلى الحريد في الزيت وكذلك لا يتم نزع القشور عنه.
ويعد مهرجان الحريد الأكثر شعبية حاليا في بلاد العرب وإن كانت هناك عشرات المسابقات المحلية والدولية التي تتم رسميا في العديد من الدول باستخدام كافة الوسائل. فهناك دلائل على استخدام الشباك في الخليج العربي في الحقب القديمة تعود للألف الثانية قبل الميلاد، حيث عثر على ما أسموه بأثقال ترسيب الشباك وهي أثقال وأحجار معينة كانت تربط في الشباك لكي تجعل الشباك تغوص في أعماق البحر. وتسمى الشباك حسب عدد العيون في كل ذراع مربع بها، فمنها الليخ والسالية والغزل، كما توجد الكثير من طرق الصيد بالشباك التي يناسب كل منها موسما معينا.
أشهر الأسماك
تسمى مهنة صناعة شباك الصيد "الطراقة"، والأداة المستخدمة في نسج الشباك هي الطراقة. قديما كانت شباك الصيد تصنع من الخيوط القطنية السميكة أما الآن فتصنع من "النايلون". ومن أشهر أنواع الأسماك عند العرب الباغة وأسماك الشدبة والبياض والدراك "الكنعد" والكشر "الهامور" والشعور والبراكودا والتونة والحبار والروبيان "الجمبري" والعقام والحريد والقرش والتونة والنيلي وأبو منجل وموسى والبوري والشعري والخضرة والحمام والصافي والقبقب. ويستخدم الصيادون العرب قوارب صغيرة نسبياً مزودة بمحرك يسمح للقارب برحلة صيد تتراوح مدتها بين يوم أو يومين فقط. وهذه القوارب غير مزودة بأي من تقنيات الاتصالات أو كشف مواقع الأسماك أو أدوات الصيد الحديثة الأخرى. ويعتبر الصيد التقليدي هو الغالب، حيث تستعمل المراكب وسائل الخيط والشص والشباك الخيشومية الثابتة لصيد أسماك الشعاب المرجانية. كما تستعمل شباك التحويط "الشانشولا"والخيط المجرور لصيد الأسماك السطحية والمهاجرة وشباك الجر القاعي والقراقير "السخاوي" لصيد الجمبري والأسماك القاعية.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |