الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
"قصة ولادة من جديد".. فلسطيني يروى تجربته مع زراعة الكبد في الصين (صور)
الصين اليوم: كيف استقبل رفقاؤك المرضي نتائج العملية؟
علي بدوان: توافد المرضى ومرافقوهم العرب من مصر، السعودية، الإمارات، عمان، قطر، ليبيا والمرضى الأجانب ومنهم من كوريا الجنوبية واليابان، والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا على غرفتي وهم يرتدون الكمامة الطبية بمعدل اثنين في كل مرة، ليتبادلوا معي التهنئة بنجاح العملية. وأذكر أن طبيبة مصرية اسمها الدكتورة عزة، كانت ترافق زوجها المريض كانت أول الداخلين لغرفتي حين بادرتني بالقول (الحمد لله على السلامة يا سي علي). وكلما دخل أحد إلى غرفتي لعيادتي، طلب مني الدعوة له، باعتبار أن دعوة المريض مستجابة في تلك اللحظات، حتى أن امرأة من كورية الجنوبية وآخر أمريكي طلبا مني ذلك، هذا إضافة لسيل الاتصالات التلفونية التي بدأت تتواتر من كل أنحاء العالم من الأقارب والأصدقاء والمعارف، وكلها توجه لي التهنئة وتطلب مني الدعاء. وبعض الاتصالات جاءتني من أشخاص لا أعرفهم على الإطلاق.
الصين اليوم: ما هي ملاحظاتك على الأطباء المعالجين لك أثناء رحلة المرض؟
علي بدوان: الفارق الأساسي بينهم في التعامل والتعاطي المهني، فهناك فروق عدة، منها مثلاً أن الطبيب الصيني إنسان قبل أي شيء آخر وليس تاجرا. وثانيا أن الطبيب الصيني يطور نفسه باستمرار وأن الطواقم الطبية تضم أجيالا من الأطباء، والطبيب القديم يأخذ بيد الطبيب الجديد. وثالثا أن الطبيب الصيني يتابع مريضه حتى آخر لحظة. ورابعا أن الطبيب الصيني لا يتذمر من الأسئلة التي يطرحها عليه المريض أو مرافقوه، بل العكس تماماً فإنه يغرق معهم في شرح التفاصيل كما كان يحدث بيني وبين مدير المستشفى البروفيسور شن تشونغ يانغ الذي كنت كل يومين أو ثلاثة أجلس معه في مكتبه ويشرح لي التفاصيل. وخامسا أن الأطباء الصينيين أكثر حذراً في وصف الأدوية من نظرائهم في أي دولة أخرى. وسادسا أن الأطباء الصينيين يعتبرون أن عملية إبلاغ المريض مباشرة عن وضعه الصحي بالتفصيل واجب قانوني. وسابعا أن الطبيب الصيني يبقى متابعاً لحالة مرضاه لحظة بلحظة حتى درجة الملل والانزعاج التي يبديها المريض لكثرة زيارة الأطباء المفاجئة بين ساعة وساعة لغرفته.
الصين اليوم: هل هناك أصدقاء خرجت بهم مع الميلاد الجديد؟
علي بدوان: تعرفت على عدد من العرب من مختلف دول الخليج ومصر وليبيا، وباتت تربطني بهم علاقة حميمة، ومنهم شاب إماراتي، زارني في دمشق مع عائلته، وزرته في أبو ظبي، ومن سلطنة عمان حيث زارني مجموعة منهم أيضاً في دمشق. إضافة إلى عقيد في الجيش الليبي أجريت له أيضاً عملية مماثلة، حيث كان يرافقه ابنه الطبيب، وكان بالنسبة لي نعم الأخ والصديق، وقد دعاني لزيارته في ليبيا أكثر من مرة، وكان في كل مرة يرسل لي بطاقة الطائرة، لكني لم أتمكن من زيارته إلى الآن لأسباب عملية فقط، وسأزوره قريباً. وفي اليوم الذي غادرت فيه المستشفى أقام لي المرضى العرب ومرافقوهم حفل توديع.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |