الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
"قصة ولادة من جديد".. فلسطيني يروى تجربته مع زراعة الكبد في الصين (صور)
صورة التقطها علي بدوان لمستشفى تيانجين أثناء زيارته له بعد شفائه
الصين اليوم: كيف سافرت للعلاج؟
علي بدوان: خيار العلاج بالصين كان لابد منه. أعددت الترتيبات المطلوبة بشكل سريع، حيث سافرت إلى الصين عبر دبي يوم 14/11/2006 وكان في استقبالنا في مطار بكين طاقم الإسعاف مع سيارة خاصة وعلى رأس الطاقم منسق المستشفى مو مينغ، وهو صيني مسلم ويتكلم العربية بطلاقة. و انتقلنا إلى المستشفى الذي يبعد عن بكين قرابة 120 كيلومترا، لتبدأ المرحلة الأولى في التشخيص والفحوص منذ وصولنا إلى المستشفى، وليبدأ معها العد العكسي لإجراء عملية الكبد. كانت الخطوة الثانية وضعي على قائمة الانتظار للحصول على متبرع يكون كبده مناسباً من فصيلة الدم والمواصفات الفنية مثل الحجم والوزن. وطال الانتظار حتى 19/1/2007 حين حالفني الحظ بكبد متبرع مناسب لشاب صيني لا يتجاوز الـ 24 عاماً، توفي في حادث سير. بدأت عمليات تحضيري السريع للدخول لغرفة العمليات عبر مجموعة إجراءات ثم خضعت لعملية نقل كبد استغرقت تقريباً ثماني ساعات متواصلة، بعد أن كان مقرراً لها نظرياً أن تستمر 13 ساعة، وبعد انتهائها تم عرض الكبد التالف أمام شقيقي وزوجتي وجرى تصوير مقاطع منه، وشرح وضعه، وأرسل للتحليل العام لتقدير دقة التشخيصات، حيث أشارت نتائج التحليل الباثولوجي لدقة معطيات ما قبل العملية، وتبين أن سبب الإصابة عوامل خارجية أصابت نسيج الكبد.
الصين اليوم: ماذا تذكر عن لحظة الميلاد الجديد؟
علي بدوان: كل ما أذكره، أن أصوات الموسيقى الناعمة كانت تملأ غرفة العمليات، وطلب مني طبيب التخدير أن اختار الموسيقى التي أريدها، وبدأ يحادثني ويلاطفني بطريقة إنسانية وودية ومعه مجموعة من الممرضات، بينما كان فريق العمل المتكامل يجري لي عملية تخدير، وبعدها فقدت الوعي وأصبحت في عالم آخر. لقد ساعدوني في تخطي هذه المرحلة الحرجة لأنني عندما كنت أفكر في العملية كانت تنتابني مشاعر خوف ورعب كبيرة. ولكن في يوم العملية بالذات حصل معي استرخاء كامل بل وارتياح. لذلك عند دخولي لغرفة العمليات كنت مطمئناً وفي حالة معنوية جيدة وقد سلمت أمري لله رب العالمين. وكنت في قرارة نفسي واثق من عون الله لي، بسبب سيرتي الحميدة وسجيتي العالية الخيرة التي لم تسيء لإنسان إساءة فعلية طوال عمري إلى الآن. وقيل لي إنه أثناء العملية وقف الأطباء والممرضون باندهاش، وبفرح شديد، وبعضهم ممن لم يكن يرتدي شن تشونغ يانغ إلى غرفة العمليات وتأكد من نجاح مراحل العملية بشكل تام، ومن إقلاع الكبد الجديد وانضباط الوظائف العامة للجسم، وقال حسبما نقله المترجمون لي: إن الكبد الصيني يتلألأ في الصدر الفلسطيني فأعطى أوامره بإغلاق الجسم بثمانين غرزة فوراً وإعلان نجاح العملية. و تم نقلي من غرفة العمليات إلى غرفة العناية الفائقة، وفيها يتم إحداث العزل التام في غرفة شديدة التعقيم، لا يدخلها أحد مهما كان سوى الأطباء المعنيين والممرضات. وبقيت في تلك الغرفة يومين متتاليين، إلى أن تأكد الأطباء بأن خروجي إلى غرفة العناية المعقمة من الدرجة الثانية بات ممكنا. وعندما أفقت من التخدير وجدت نفسي مقيداً بسرير طبي من اليدين والقدمين حوله ممرضتان، وحولي أجهزة قياس كثيرة متصلة بجسمي تعطي في كل لحظة قياسات مختلفة للضغط والسكر، ووظائف الجسم المختلفة وأكثر من عشرة أنابيب طبية متصلة بمناطق مختلفة من جسمي.
وأذكر أنني بادرت بسؤال الممرضتين: هل انتهت العملية، فضحكت كل منهما بابتسامة عريضة، وأبلغتني إحداهما أن العملية انتهت أمس. وعندما طلبت منهم الماء باللغة الانكليزية اعتقدت إحداهما أنني أطلب قبلة منها فقبلتني، لكني عدت وطلبت منها الماء ففهمت عندها ما هو طلبي، واكتفت بوضع شاش أبيض مبلل بالماء المعقم على شفتي. وأذكر في اليوم التالي من وجودي في غرف العناية الفائقة، دخل البروفيسور سو يحمل هاتفا نقالا ملفوفا بلفاف معقم، وطلب مني التحدث مع والدتي في دمشق، حيث كانت على الخط.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |