الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

"قصة ولادة من جديد".. فلسطيني يروى تجربته مع زراعة الكبد في الصين (صور)


علي بدوان مع السفير الفلسطيني في بكين دياب اللوح

الصين اليوم: متي أصبت بمرض الكبد؟

علي بدوان: تختلف الأعراض المرضية للكبد من شخص إلى آخر، حسب الإصابة وسببها ونوعها، وبالنسبة لي لم تظهر أعراض الإصابات الكبدية الشائعة مثل اصفرار الوجه والهزال الجسدي، وفقدان الشهية، وارتفاع وظائف الكبد. كانت نوعية إصابتي الكبدية مختلفة عن الإصابات الشائعة، لدرجة أن وظائف الكبد كانت عندي طبيعية حتى قبل إجراء العملية بيوم واحد، وهو أمر كان ومازال محيراً للأطباء. بدأ المرض أثناء ما عُرف باسم حرب المخيمات ضد القوى الفلسطينية في بيروت خلال عامي 1985 و1986، حيث انتقلت إلى صيدا. وفي ذلك الوقت اعتُقلت بعد إصابة طفيفة وأدت ظروف الاعتقال وما رافقها من ممارسات تعذيب إلى حدوث تمزق في نسيج الكبد، تفاقم في نهاية المطاف بعد عشرين عاما. لذلك لم أكن أعاني بشكل جدي طوال السنوات التي تلت الإصابة، بل وأديت خدمة الجيش الإلزامية بصفوف جيش التحرير الفلسطيني. ومن الزاوية الطبية العلمية فإن إصابتي جاءت نتيجة عوامل خارجية، حيث تم تشخيصها بدقة في مستشفى تيانجين، بينما كان التشخيص في بلادنا غير دقيق. وحقيقة وجود الإصابة الخارجية فقط دون غيرها، عزز من إمكانية العلاج ونجاح العملية بشكل ممتاز، وعودتي للحالة الطبيعية تماماً.

 

الصين اليوم: لماذا تعتقد أنك نجوت من الموت في تيانجين؟

علي بدوان: التشخيص الدقيق في بلادنا يتحدد بحالات الإصابات الفيروسية التقليدية المعروفة وإصابات القناة الصفراء، أما الحالات المغايرة فعملية تشخيصها في بلادنا مازالت صعبة على الأطباء لأكثر من سبب، وبالتالي فإن هناك حالة من العجز في معالجة العديد من الإصابات الكبدية وهو أمر يقود لتدمير الكبد. وعندما سافرت إلى شانغهاي في رحلة عمل دراسي في أيار/مايو 2005 قبل أن تسوء حالتي أجريت فحوصا للكبد بعد أن علمت بوجود مستشفى متخصص قيل لي بضرورة الخضوع لنقل كبد ولو بعد حين. وكان طبيب أمريكي من أصل فلسطيني قال لي بعد اطلاعه على كل تقاريري الطبية إن حالتي الصحية لا تحتمل الانتظار، وإن إنقاذ حياتي يستدعي عملية جراحية لاستئصال الكبد واستبداله بكبد صحي آخر، وهذه الجراحة الدقيقة والخطيرة غير متوفرة في سوريا وحتى في البلدان العربية. وقد اتجهت مساعي أسرتي نحو المستشفيات العالمية التي تتم فيها عمليات الزرع، حيث تم مراسلة العديد منها في أوروبا الغربية، وبشكل خاص في ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، وبتدخل من أصدقاء وأقارب ومعارف من المقيمين في تلك البلدان، رحبت جميعها لكن بشرط الانتظار الذي قد يطول أعواماً، وهو أمر لم يكن يتناسب مع حالتي الحرجة في حينه. كان أمامي خياران، الأول طرحه أهلي المقيمون في مدينة حيفا، وهو إجراء العملية في إحدى مستشفيات فلسطين المحتلة عام 1948، وقد تم أخذ الموافقة على الأمر من المستشفى كما قيل لي بشكل مؤكد. لكن هذا الخيار كان غير مناسب لي، لذلك تجاهلت هذا الاحتمال، أو وضعته كاحتمال احتياطي بعيد. الثاني، طرحه الطبيب الفلسطيني المقيم في الولايات المتحدة الذي سبق ونصحني بالتوجه إلى مستشفى تيانجين في جمهورية الصين الشعبية، لأن إجراء العملية في الولايات المتحدة يتطلب انتظاراً طويلاً، عدا عن الكلفة الباهظة، إضافة لمهارة العاملين في مستشفى تيانجين وسمعته المرموقة التي تضاهي سمعة مستشفى مايوكلينك في الولايات المتحدة، وأسعاره المعقولة قياساً لتكاليف المستشفيات الغربية.



     1   2   3   4   5    




تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :