الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

جريدة الوسيط البحرينية: الذكرى الستون والنموذج السياسي والحضاري للصعود الصيني


ولنا أن نتساءل بمناسبة الذكري الستين لقيام جمهورية الصين الشعبية ما هي ركائز هذا النموذج السياسي الذي حقق المعجزة الصينية التي يتحدث عنها العالم بأسره والتي آثارها ظاهرة للعيان ومن دراستي للتجربة الصينية أجد أن هذا النموذج قام على ركائز أربع هي: 1-الفلسفة الإيديولوجية أو ما يمكن أن تسميه باللغة المعاصرة الرؤية.2-القوة العسكرية المتمثلة في الجيش الصيني وتطوره التكنولوجي اللاحق..3-الحزب الشيوعي الصيني الذي نشأ عام 1919 ثم تطور في مراحل متعددة بين مد وجزر، وصعود وتراجع، ولكنه ظل باقياً في دوره الأساس وفي كوادره الرئيسة وفي تأثيره المحوري.4- الزعيم السياسي الكارزماتي Charismatic Leader. ونعرض لهذه الركائز الأربع بإيجاز شديد:

الأولى: الرؤية الإستراتيجية:

وهذه الرؤية اتسمت بثلاث سمات: أولها المرونة، والتغير المستمر، وثانيها الجمع بين التراث العالمي والمساهمة الصينية، حيث وجدنا الماركسية اللينينية فكر ماو تسي تونغ، أو إضافات دنغ شياو بينغ "الاشتراكية بخصائص صينية"، أو إضافة جيانغ تسه مين "دور الرأسمالية الوطنية"، أو إضافة هو جين تاو "الثورة التكنولوجية والمعرفية"، وثالثها الانفتاح على الآخر بحرص وعناية، ولكن دون عقد Complex ماضية أو حاضرة، مع استلهام التراث الصيني والحضارة الصينية العريقة التي قامت على القيم "التعليم والتعلم، الجهاز الإداري وامتحانات المسابقة للوظيفة العامة"، المحاسبة على الأخطاء، ومعاقبة الفاسدين (حيث تم مساءلة قيادات كبيرة في الحزب تم معاقبتهم بل وإعدام بعضهم).

الثانية: القوة العسكرية Military Power:

لقد نشأ الجيش الصيني في أسلوب تدريجي وتطوري عبر سنوات النضال ضد الاحتلال الياباني ثم الحرب الأهلية مع الكومينتانغ وتطورت أساليبه وفقاً لذلك ونشير هنا إلى:

1) ابتكار أسلوب المسيرة الكبرى، حرب العصابات، الجيش الشعبي، التلاحم بين الجيش والشعب، التخطيط العسكري والإستراتيجي وفقاً للإمكانيات والمعطيات، ولعلنا نتذكر أن أكبر عالم في الإستراتيجية عبر العصور كان من الصين، هو سون تسيSun Tzu (551 - 479 ق.م) وقد اعتمد ماو تسي تونغ في كتاباته العسكرية على فكره وأضاف إليها أفكار إستراتيجيين صينيين آخرين خاصة مدرسة المشرعين Legalist School التي ركزت على مفهوم القوة العسكرية وأفكار الإستراتيجيين الألمان خاصة أبو علم الإستراتيجية الحديث كلوزوفيتش وغيره.

2) تحول الجيش إلى قوة تحديث في المجتمع ببناء التكنولوجيا والتطور العلمي في ميادين ثورة الاتصالات في مرحلة الإصلاح والانفتاح التي بدأت عام 1978.

3) بناء القاعدة العسكرية التي تتماشى مع مقتضيات العصر مثل تفجير القنبلة الذرية عام 1964 ثم الهيدروجينية. تطوير الصواريخ عابرة القارات. برامج الفضاء والأقمار الصناعية وإرسال مركب فضاء بدون إنسان.الاتجاه لبناء قوة بحرية حديثة (حاملات طائرات، مدمرات، غواصات) تكثيف التواجد في المحيط الهندي ومضيق ملقا لأن 80% من واردات الصين من النفط تأتي عبر هذا المضيق كذلك نفس النسبة من تجارتها سواء الصادرات أو الواردات عبر ذلك المضيق.والانطلاق للبحار الدولية والمحيطات بالمشاركة مع غيرها في مقاومة القرصنة في خليج عدن وبذلك ستتحول الصين من قوة بحرية إقليمية إلى قوة بحرية دولية.

4) التعاون مع كافة الدول لتحقيق الهدف من التطور العسكري التكنولوجي سواء في التسلح البحري أو الصاروخي أو غيره بالتعاون مع روسيا، فرنسا، ألمانيا، بريطانيا، اليابان، الولايات المتحدة، وإسرائيل وغيرهـا.



     1   2   3    



-سفير مصر الأسبق لدى الصين يدعو إلى منهج جديد للعلاقات المصرية الصينية
-سفير مصر الأسبق لدى الصين: الصين تعتمد في صعودها على القوة الناعمة (صور)
-سفير سابق: العلاقات المصرية الصينية ودلالات التجربة (3)

تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :