الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
سفير سابق: العلاقات المصرية الصينية ودلالات التجربة (3)
سفير سابق: العلاقات المصرية الصينية ودلالات التجربة
العلاقات العربية المصرية الصينية ودلالات التجربة (2)
نشرت صحيفة ((الأخبار)) المصرية سلسلة من مقالات كتبها السفير المصري لدى الصين سابقا د. محمد نعمان جلال، الخبير في الشؤون الدولية والصينية، فيما يلي الحلقة الثالثة من هذه السلسلة التي نشرت 14 أغسطس.
العلاقات العربية المصرية الصينية ودلالات التجربة (3)
د. محمد نعمان جلال
نتناول في هذا المقال دلالات التجربة الذاتية في الصين علي العلاقات العربية والمصرية معها.
الدلالة الأولي هي أنه من المهم والضروري أن تعيد مصر النظر في أسلوب ومنهج تعاملها مع الصين وأن تستفيد من ذوي العلم والخبرة بطريقة عملية بدلا من إهدار الكفاءات والكوادر ولهذا لم تتطور علاقات مصر بالصين بطريقة تتماشى وتتعادل مع المودة الدبلوماسية والعلاقات علي مستوي الرؤساء، فالخبراء والمختصون عليهم دور رئيسي في هذا الصدد لتنفيذ الفكر الاستراتيجي للقيادة السياسية ومتابعة التفاصيل.
والدلالة الثانية أنه علي العالم العربي والصين أن يعملا معا لتطوير العلاقات العربية الصينية وتنسيق المواقف في المحافل الدولية. وأن يكون الحوار بين الجانبين منظما ودوريا من اجل تنمية العلاقات بينهما لدعم الحضارة الإنسانية والتعايش السلمي بينهما ورفض أي تمييز قائم علي الدين أو اللون أو اللغة أو التوازن الجغرافي، وأن للحضارتين العربية الإسلامية والصينية الفضل في كثير أو قليل مما يشهده العالم اليوم من تطور في مجالات العلوم والفلسفة والتقنيات. وأن التعاون بين الجانبين سياسيا واقتصاديا وثقافيا يخدم البلدان النامية في مختلف المجالات السياسية و الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتكنولوجية كما يجنبها الكثير من المخاطر الناجمة عن الاعتماد علي تجمع دولي واحد.
الدلالة الثالثة أن عالم اليوم يتغير وقد كتبت منذ تسعينات القرن الماضي كتابي عن العالم العربي في مفترق الطرق حللت فيه المتغيرات الدولية وإثرها علي المنطقة العربية والعالم، وأوضحت أن هناك ما يمكن أن نطلق عليه قضايا العصر وفي مقدمتها قضايا حقوق الإنسان و التنمية والتكامل الاقتصادي ومنظمات المجتمع المدني وعلي العالمين الغربي والصيني، وعلي أو عليها أن تتجنب الوقوع في مزالق الغرور أو خداع بعض التقارير الرسمية الحكومية غير الدقيقة إذ أن بعضها لا إحدى حقائق العصر، وهي تدق أبواب التراث الحضاري الصيني العريق كذلك حضارة العرب بعلومها وثقافاتها ودياناتها المختلفة والضاربة بجذورها في عمق التاريخ الإنساني، ولهذا فيجب عندما نستذكر هذه الحضارة العظيمة أن نهتدي بفكر ومنهج مفكرين عظماء أمثال محمد عبده، وجمال الدين الأفغاني، وعبد الرحمن الكواكبي، ورفاعة الطهطأوي وغيرهم من المصلحين والمفكرين والمبدعين في عصر التنوير والنهضة العربية كذلك الاهتمام بما قدمه مفكرو القرن العشرين أمثال سلامة موسى وعلي عبد الرازق ولويس عوض وأحمد بهاء الدين والشيخ شلتوت وغيرهم، نقول لابد اذا من انبعاث سياسي واقتصادي واجتماعي علي أساس نزعة إنسانية ونهضة شاملة قائمة علي تكريم الإنسان والحفاظ علي قيمه وعطائه ولا أنسى هنا المفكر العربي الرائد ابن خلدون الذي في حديثه عن طبائع العمر أن في مقدمته الشهيرة في عام ٨٧٣١ دعا إلي تنمية الثروة وتكوينها والحفاظ عليها وعدم تبديدها فيما لا ينفع لتكون ذخرا للأجيال القادمة وسندا لإقامة الصناعة والتجارة والزراعة وأشار إلي أسباب نهوض الأمم وعوامل تدهورها الحضاري وقيام أمم جديدة غيرها ومن ملاحظاتي العامة أنه لا ينبغي أن نترك طلابنا يحصرون أنفسهم في الدراسات الأدبية والاجتماعية والفلسفية فقط بل علينا الاهتمام بالدراسات العلمية وخاصة الرياضيات والكيمياء والفيزياء
ولابد من الخروج من حالة الإخفاق والإحباط السياسي الذي عانته وما تزال تعاني منه البلدان العربية طوال العقود الخمسة الماضية نتيجة عدم احترام حقوق الإنسان وينبغي تحقيق المزيد من الإصلاح السياسي والاقتصادي، لأن ذلك هو وسيلة وركيزة من اجل الحفاظ علي الأمن القومي والوطني واستقلال الأوطان وتقدم الشعوب وتحقيق تنمية مستدامة وعدالة اجتماعية وتعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني.
-سفير سابق: العلاقات المصرية الصينية ودلالات التجربة -سفير سابق: العلاقات المصرية الصينية ودلالات التجربة (2) |
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |