| الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
سفير سابق: العلاقات المصرية الصينية ودلالات التجربة (3)
الدلالة الرابعة هي ضرورة الاستفادة من برامج المنتدى الصيني الأفريقي فقد استفادت منه دول أفريقية عديدة ولا اعرف مدي الاستفادة الحقيقية لمصر من هذا المنتدى وكذلك من برامج المنتدى العربي الصيني كما استفادت منه بعض الدول العربية وأمكنها أن تحقق طفرات في علاقاتها الثنائية مع الصين.
الدلالة الخامسة وهي إدراك الفكر المستقبلي الصيني والتخطيط الاستراتيجي لكيفية التعامل مع المتغيرات الدولية، فالصين هي دولة القرن الحادي والعشرين والعالم كله يهتم بها ونحن ما نزال لا نعطيها ما تستحق من الاهتمام.
الدلالة السادسة تنبع من مقولة السيد المسيح عليه السلام للحواريين من أنصاره ((من كأن منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر))، ومن ثم لا ينبغي أن نقع في شرك الإعلام الغربي بالدعاية ضد الصين، والحرية الدينية فيها، أو اتهامها بعدم إقامة الديمقراطية، وترديد ذلك سياسيا أو إعلاميا بلا وعي، فمن كأن بيته من زجاج فلا يقذف الناس بالحجارة، كما لا ينبغي الانسياق لدعاية دولة إسلامية جارة للعرب، لها كل التقدير والمحبة، ولكن بعض قادتها يصرحون تصريحات لمصلحة وطنهم اكثر منها لمصلحة المسلمين، وأن طرحوا الشعار الإسلامي، وهم أول من يدرك حقيقة ذلك، ولكن بعض السياسيين يفضلون اكتساب هتاف الجماهير وتصفيقها بأكثر من تفضيلهم مخاطبة عقولها.
الدلالة السابعة أنه علينا إذا العمل علي إقامة علاقات قوية بين العرب والصين في مختلف الميادين المفيدة وعلي رأسها تنمية آفاق التعاون السياسي والفهم السياسي لآفاق الحياة السياسية في الصين والعالم العربي، ولابد من فهم مشترك لحضارة كل منا ومع أهمية التعاون التجاري والاقتصادي القائم فأن التعاون الثقافي والعلمي وتعلم اللغة الصينية، كما يفعل الصينيون في تعلم لغتنا العربية بالرغم من صعوبتها وهذا ما يفرضه الضمير الإنساني والمهني تعد من الضرورات لتعميق الفهم المشترك ولمساعدتنا علي أن نفكر بطريقة جديدة وموضوعية وعلمية لخدمة وتطوير الأهداف المشتركة في هذا خدمة أوطاننا ولمصلحة العالم العربي والصين.
الدلالة الثامنة مستمدة من قول النبي عليه السلام أو من القول المشهور المنسوب اليه ((اطلبوا العلم ولو في الصين)) وقول آخر ((اطلبوا الحكمة من الصين)). هذه الحكمة الصينية تنبع من القراءة الاستراتيجية الصحيحة لما يحدث في هذا العالم الواسع من تطورات وأحداث سياسية وفي ضوء ذلك تعمل الصين لمصلحة شعبها وبلادها، ولعل هناك قول بليغ للحكيم الصيني كنفوشيوس: ((اذا استخدمنا الكلمات أو الأساليب بصورة خاطئة فلن نحصل بعد ذلك إلا علي نتائج خاطئة)). أو قول الزعيم الصيني المعاصر مأو تسي دونغ ((أن المعالجة الخاطئة للمتناقضات تؤدي إلي تحول المتناقضات الحميدة إلي متناقضات خبيثة وعدائية والعكس صحيح)) ولعل الأكثر بلاغة في هذا الصدد قول النبي الكريم محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم ((خالق الناس بخلق حسن)) وقوله ((أنكم لن تسعوا بالناس بأموالكم فسعوهم بحسن الخلق)).
وفي الختام نشير إلي أنه في ندوة عن العالم العربي والصين منذ عامين ابرز الجانبين أن العالم العربي يملك موقعا استراتيجيا هاما ولديه ثروة نفطية هائلة واحتياط ضخم منه. والصين دولة ناهضة اقتصاديا وحاجتها إلي الطاقة النفطية متصاعدة فالجانبان يكملان بعضهما البعض في هذا الحقل الهام، وأن الجانبين يهمهما تحقيق السلام العالمي والاستقرار السياسي والاقتصادي وتسوية المشاكل الدولية بالطرق السلمية بعيدا عن الصراعات والعنف. إن هذه الأفكار العظيمة والممتازة لسنا في حاجة لتكرارها بل نحن في حاجة لنقلها من عالم الفكر إلي عالم الواقع العملي وهذه هي الحكمة الأزلية التي ينبغي أن نعمل علي هديها.
شبكة الصين / 13 سبتمبر 2009 /
| -سفير سابق: العلاقات المصرية الصينية ودلالات التجربة -سفير سابق: العلاقات المصرية الصينية ودلالات التجربة (2) |
| تعليق |
| مجموع التعليقات : 0 |