الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

جريدة الوسيط البحرينية: الذكرى الستون والنموذج السياسي والحضاري للصعود الصيني


عشية الاحتفالات بالذكرى السنوية الستين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية التي ستقام في ميدان تيان آن من ببكين عاصمة الصين، نشرت جريدة الوسيط البحرينية 30 سبتمبر مقال ((الذكرى الستون والنموذج السياسي والحضاري للصعود الصيني)) الذي كتبه سفير مصر الأسبق لدى الصين الدكتور محمد نعمان جلال، هو خبير في الشؤون الصينية ويعمل حاليا مستشارا في مركز البحرين للدراسات والبحوث. حلل الدكتور نعمان جلال أسباب الصعود الصيني من جوانب مختلفة في المقال.

 

الذكرى الستون والنموذج السياسي والحضاري للصعود الصيني

الدكتور محمد نعمان جلال، خبير في الشئون الصينية

لقد ورد في المقولات المنسوبة إلي نابليون بونابرت دع الصين نائمة فإذا استيقظ التنين اهتز العالم. ولاشك أن المارد الصيني قد استيقظ وان العالم قد اهتز ولكن هذه الهزة هي هزة إيجابية أو بالتعبير الديالكتيكي الصيني إنها هزة حميدة لمصلحة الشعب الصيني ولمصلحة شعوب العالم يكفي الإشارة إلي أربع حقائق ملموسة:

الأولي إن الصين تحولت لكي تكون مصنع العالم في إنتاج السلع المتنوعة من مختلف أنواع الجودة ومختلف الأسعار ومن ثم فهي سلع يستطيع الفقير أن يشتريها ويسد بها احتياجاته كما يستطيع الغني أن يشتريها ويسد بها مطالبه وتطلعاته. ولهذا تنافس السلع الصينية في أسواق البلاد النامية كما تنافس في أسواق البلاد المتقدمة.

الثانية انه مع انفجار الأزمة المالية العالمية تطلع العالم بأسره وبخاصة الدول المتقدمة إلي الصين لكي تساهم في إنعاش الاقتصاد العالمي ومساعدته في الخروج من حالة الركود التي وصل إليها وبالفعل فان خطة الإنعاش الصينية كان لها دورها علي المستوي العالمي وحرص الصين علي رفع قيمة عملتها وعدم تخفيضها كان قرارا علميا مدروسا وحكيما و استجابة بروح المسؤولية لمتطلبات الاقتصاد العالمي.

الثالثة حرص الصين علي شطب حوالي عشرة مليار دولار من مديونية الدول النامية في إفريقيا وهو ما لم تقم به أية دولة غنية وفي نفس الوقت حرص الصين علي استثمار مبالغ ضخمة من احتياطياتها في أذون الخزانة الأمريكية . هذا الإحساس بالمسؤولية من الصين لا نجده من دول أخري نامية أو متقدمة تجاه غيرها من الدول علي الساحة الدولية يكفي الإشارة إلي أن نسبة الواحد في المائة التي قررتها الأمم المتحدة منذ بداية السبعينات من القرن الماضي لكي تكون مساعدات رسمية من الدول المتقدمة للدول النامية لم تحققها أية دول من الدول المتقدمة .

إما الأمر الرابع والأهم فهو رفع مستوي معيشة الشعب الصيني حيث زاد حجم الطبقة المتوسطة كما ارتفع مستوي الفقراء وانخفض عدد الصينيين تحت خط الفقر واستطاعت الصين رفع أكثر من 200 مليون مواطن من تحت خط الفقر خلال السنوات العشر الماضية. بعبارة أخري أن الحكومة المسئولة إمام شعبها تفي بوعودها وهذا بخلاف موقف حكومات أخري في مختلف القارات وخاصة في البلاد النامية.

هذا لا يعني أن الصين هي الجنة في الأرض بل هي دولة نامية كبيرة كما يقول المسئولون فيها ما تزال تواجه العديد من المشكلات ومن بينها أن التقدم الاقتصادي له ثمن باهظ من انتشار ظواهر التلوث إلي الفساد إلي بروز الفوارق بين الطبقات والأقاليم المختلفة إلي غير ذلك من المشكلات بما في ذلك مسألة المشاركة السياسية والديمقراطية ما تزال في بدايتها مقارنة بالتقدم الاقتصادي والاجتماعي . وهذا في تقديري مسألة منطقية فالتقدم والمشاركة السياسية في أوربا أخذ قرنين من الزمان ، والثورة الصناعية في أوربا دفع العمال ثمنا باهظا لها اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا ولعل روايات تشارلز ديكينز وبلزاك وغيرهما خير ما يشهد علي تلك الحالة المتدنية التي كانت تعيشها الطبقات الفقيرة والمتوسطة وبخاصة العمال.



1   2   3    



-سفير مصر الأسبق لدى الصين يدعو إلى منهج جديد للعلاقات المصرية الصينية
-سفير مصر الأسبق لدى الصين: الصين تعتمد في صعودها على القوة الناعمة (صور)
-سفير سابق: العلاقات المصرية الصينية ودلالات التجربة (3)

تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :