3 سبتمبر 2018 / شبكة الصين / يصادف العام الجاري الذكرى الأربعين لتنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح، وجسدت الأربعون سنة الماضية أعواما من التطور الاقتصادي السريع للصين وأعوام تشكيل صناعة الموضة الصينية التي أخذت في الازدهار تدريجيا. ولم يجلب تنفيذ تلك السياسة ثروة مادية لأبناء الشعب الصيني فحسب، بل ساعدتهم كذلك على توسيع آفاقهم، وأصبح السعي وراء الموضة وإظهار التفرّد وتطوير الهوايات المتنوعة اتجاها سائدا في مجتمع اليوم.

ونتناول في المساحة التالية قصص شاب وشابة من مواليد ما بعد عام 1985، تعكس تجاربهما تغيرات اتجاهات الموضة خلال السنوات الماضية.

شي لان: الشعور بالجمال يتشكّل منذ الصغر

ولدت معلمة الموسيقى شي لان في عام 1989، وتعمل حاليا مشرفة على دورات التدريب الفني في العاصمة بكين. وترعرعت شي الأنيقة في مدينة سوتشو التابعة لمقاطعة جيانغسو، وكانت والدتها القادمة من بلدية شانغهاي تحب جعل ابنتها جميلة دائما، لذا، ارتدت شي منذ صغرها التنانير الجميلة في وقت كانت ترتدي فيه معظم قريناتها الملابس العادية والبسيطة، حتى أن خزينة ملابسها كانت تضم عددا من منتجات العلامة التجارية الشهيرة " شياو ليوي سونغ" في ذلك الوقت.

وانتقلت شي إلى بكين في عام 2002 للالتحاق بالمدرسة الثانوية التابعة للأكاديمية الوطنية للفنون المسرحية الصينية، وباعتبارها تلميذة تتعلم الفنون، ظلت شي لان وزميلاتها في طليعة مسيرة الموضة مقارنة مع معظم قرنائهن، حيث جربت ارتداء الأقراط وتغيير لون الشعر وقراءة مجلات الموضة وهي في المرحلة الثانوية.

وفي وقت كانت فيه سوق جملة الملابس لا تزال تحظى بشعبية كبيرة في بكين، كانت شي لان تفضل التجول في مركز تسوق "شي دان مينغ تشو"، حيث يمكنها العثور على بعض منتجات الموضة. وبرغم ذلك كانت خطوط الأزياء في ذلك الوقت ليست حديثة ومتنوعة مقارنة باليوم.

وفي الوقت الحالي، أصبحت شي لان تفضل أزياء علامة "أوشيرلي" التي نشأت في مدينة ونتشو التابعة لمقاطعة تشجيانغ، ولكن نادرا ما تتجول في المتاجر بسبب أعمالها الكثيرة. وعلى خلفية التحسين المستمر في الأعمال التجارية ببكين، بدأ مركز تسوق "شي دان مينغ تشو" تحولا هيكليا، وغالبا ما تتسوق شي الأزياء على منصات التجارة الإلكترونية.

وبفضل تأثير والدتها ودراستها، شكّلت شي لان رؤيتها الخاصة حول الموضة، ووجدت نمط الزي الذي يناسبها، فهي تفضل الأزياء التي تظهر الجانب الأنثوي وتسعى إلى ذوق شخصي فريد. وتعتقد أن الشعور بالجمال يجب تشكيله منذ الصغر.

شيوي ون: الجمال يجمع بين الأصالة والحداثة

ولد شيوي ون صاحب متجر على منصة "تاوباو" للتسوق الإلكتروني في عام 1986، ودائما ما يقدم بثا حيا عبر متجره ولديه الكثير من المتابعين. وتتمثل أعماله الرئيسية في مساعدة الزبائن على شراء المنتجات التي تتسم بعناصر الموضة وأوراق الشاي وغيرها من الأطعمة في اليابان. 

وفي عام 2002، التحق شيوي بالمرحلة الإعدادية بمدينة جينان لمقاطعة شاندونغ، وكان انطباعه عن الموضة في ذلك الوقت هو أن الفتيان يحبون ارتداء سراويل "بيل بوتومز". وخلال المرحلة الثانوية، تحول اتجاه موضة الشباب إلى ارتداء التصاميم الكورية، حيث أصبحوا يفضلون أحذية "تمبرلاند" والسراويل الواسعة. ورغم أن المدرسة كانت تطالب بزي موحد إلا أن التلاميذ حاولوا تغيير شكل الزي لإظهار أمزجتهم.

وكان شيوي قد أعجب بالأحذية الرياضية ذات العلامات التجارية المشهورة وهو في المرحلة الإعدادية، وفي ذلك الوقت، كانت أسعار تلك العلامات مثل "نايكي" و"أديدس" قرابة ألف يوان، وهو مبلغ كبير يحتاج من شيوي ادخار مصروفه لفترة طويلة.

ومع بداية حياته العملية، ظل شيوي ون محتفظا بهواية جمع الأحذية الرياضية ذات العلامات التجارية الشهيرة، وقبل ثلاث سنوات، اتجه لتجميع الألعاب التي تحتوي على عناصر الموضة، ويمتلك الكثير من المتابعين الذين يشاركونه نفس الهوايات وفي نفس العمر تقريبا (30 عاما)، ومعظمهم من المدن الرئيسية وتتجاوز رواتبهم الشهرية 10 ألف يوان.

ويختلف برنامج البث الحي الذي يقدمه شيوي على موقع "تاوباو" عن البرامج الأخرى التي تهتم بمستحضرات التجميل والأزياء، حيث يقوم شيوي بالبث الحي من داخل المتاجر اليابانية لشراء ما يختاره متابعيه.

ويمضي شيوي ون نصف وقته في اليابان لمساعدة زبائنه على شراء السلع التي يرغبون فيها، وفي الوقت نفسه، يختار ما يناسبه من ملابس. ويحب شيوي التجول في المتاجر التي تحمل أسماء علامات تجارية شهيرة في حي سان لي تون بالعاصمة بكين. كما يفضل العلامات الصينية ذات الطابع الخاص، مثل أزياء أسرة تانغ لعلامة ما، وقال إن هذه الملابس تجمع بين العناصر التقليدية والموضة، لذلك تكون رائعة.

وواكب شيوي ون تغيرات اتجاه الموضة خلال ما يقرب من عشرين عاما، وعندما تحدث عن اتجاهات الموضة خلال هذه السنوات، قال إن الموضة في الصين تأثرت بكوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة على التوالي، وفي الوقت الحالي أصبحت الموضة في الصين أكثر تنوعا.