arabic.china.org.cn | 03. 09. 2018

مصممة أزياء رائدة تحكي تجربتها مع الإصلاح والانفتاح

3 سبتمبر 2018 / شبكة الصين / تعد قوه بي، من الجيل الأول لمصممي الأزياء في الصين، وضمن الدفعة الأولى لمصممي الأزياء الراقية حسب الطلب في البلاد، وكانت قد صممت الأزياء الرسمية لتوزيع جوائز الألعاب الأولمبية الصيفية 2008 ببكين، وتصميم الزي الرسمي لشخصيات مرموقة لحضور مناسبات هامة. ولا تعتبر قوه بي مصممة أزياء خاصة للعديد من مشاهير الفن فحسب، بل كذلك "مصممة الأزياء الصينية الرائعة" في عيون وسائل الإعلام الأجنبية، وظلت تحافظ على سعيها لإبداع مميّز باعتبارها مصممة رائدة في قطاع الأزياء الراقية حسب الطلب في الصين.

وبدأت قوه بي تعلم تصميم الأزياء في مدرسة أر تشينغ المهنية بالعاصمة بكين عام 1982 وهي في سن 15 سنة، وفي ذلك الوقت الذي صادف المرحلة الأولى لتنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح، حيث كانت "الموضة" مفهوما غريبا تماما لمعظم الناس.

وعند الحديث عن سبب اختيارها تعلم تصميم الأزياء، قالت إنه لا يوجد سبب معين، بل هو مجرد اختيار من القلب. وأضافت أنها استطاعت مساعدة والدتها على اختيار إبرة الخياطة المناسبة عندما كان عمرها عامين فقط، كما ساعدتها على تصميم الملابس الجميلة منذ الصغر.

ونظرا لعدم وجود صناعة تصميم الملابس في الصين في ذلك الوقت، وعدم وجود مهنة مصمم أزياء، تعلمت قوه بي الرسم في البداية بهدف الالتحاق بإحدى مدارس الفن الجميل للعمل في المجال الذي تفضله. ومع تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح في الصين، بدأت "الموضة" تشق طريقها تدريجيا في أنحاء البلاد مثل نسيم الربيع، ووجدت قوه قسم "تصميم الأزياء" ضمن أقسام مدرسة أر تشينغ المهنية، وأدركت أن هذا التخصص هو ما يحقق رغبتها، وقالت "تعلم تصميم الأزياء يبدو كأنه قد تحدد في قلبي سابقا، أنا محظوظة جدا، وفعلت ما كانت أرغب به دائما وأصبحت مصممة أزياء في نهاية المطاف".

وبعد التخرج من المدرسة، اختارت قوه بي أن تصبح مصممة للأزياء الجاهزة، وأمضت نحو عشر سنوات في تركيز جهودها على هدفها. ووضعت الخبرات خلال هذه السنوات العشر أساسا متينا لتطورها المهني في المستقبل، وترى أن كل إنجاز لا يمكن تحقيقه بسهولة، بل يحتاج إلى تراكم الخبرات والدراسة المستمرة والممارسة العملية، ولا يمكن للذين نجحوا في شبابهم بسهولة تحقيق المزيد من الإنجازات العظيمة في المستقبل. لذا، وضعت لنفسها خطة على ثلاث مراحل تستغرق كل مرحلة عشر سنوات؛ الأولى لعشر سنوات لكسب الخبرات، والثانية لعشر سنوات أخرى للتطبيق العملي على نطاق واسع، والأخيرة لبدء تحقيق الإنجازات.

وظلت قوه بي تضع كلمة والدها أمام ناظريها "لا يعني التخرج من المدرسة نهاية التعلم، بل الاندماج في المجتمع هو بداية التعلم الحقيقي"، وأصبحت كبيرة مصممي شركة "تيان ما" للأزياء منذ عام 1989.

وفي ذلك الوقت، لا تقتصر مهام وظيفتها على تصميم الأزياء فقط، بل تشمل متابعة عملية إنتاج نماذج التصميم وخطوات الإنتاج وشراء المواد، وكذلك تحمل مسؤولية متابعة التكاليف والميزانية واختيار وتحديد القماش وأعمال التسوق فضلا عن أعمال ترتيب أجنحة العرض.

وعلى مدى السنوات العشر الماضية، كسبت قوه بي الكثير من الخبرات في الشركة وأضافت جميع المعارف المتعلقة بقطاع صناعة الأزياء، ما ساعدها على أن تصبح شخصية بارزة في القطاع.

وأسست قوه بي أستوديو خاص بها في عام 1997، وانتقلت إلى قطاع تصميم وصناعة الأزياء الراقية حسب الطلب، وقالت إنه لم تكن لديها أفكار كثيرة في بداية تأسيس مشروعها، وكانت فقط تريد أن تعطي لنفسها مساحة حرة للقيام ببعض الأشياء التي لم يحققها آخرون.

وأشارت قوه إلى أن أي شيء جديد ينمو ببطء، لذا، في البداية كان عدد العملاء قليلا، ولكن أخذ في الزيادة بشكل تدريجي. ففي ظل تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح، بدأ الناس متابعة الموضة والسعي إلى التميّز.

ونظمت قوه بي أول عرض لمجموعتها الراقية حسب الطلب في عام 2006، ولم فقط بمثابة مساحة لعرض أفكارها، ولكن العرض الأول لأعمالها الفنية في مسيرتها كمصممة أزياء.

وجاءت الفكرة بتنظيم العرض بعد مشاهدة أزياء القائد العسكري نابليون في أحد المتاحف الفرنسية. وكان الزي الرسمي الأخير لعرض قوه باسم "دا جين" لإظهار المشهد الرائع لأشعة الشمس، وهي القطعة الأكثر شهرة في أعمالها، وقد احتاج تصميمه وإنتاجه أكثر من 50 ألف ساعة.

وأصبحت قوه بي أول صينية ضمن أسبوع باريس للأزياء الراقية حسب الطلب نهاية عام 2016، تلبية لدعوة من رابطة الملابس الراقية الفرنسية. ومنذ ذلك الوقت، أصبحت قوه بي أول مصممة في الصين وحتى في آسيا تعرض مجموعتها على هذا المسرح، ما جعل من الحدث لحظة مهمة في تاريخ قطاع الأزياء الصيني، وكذلك معلما هاما في تاريخ قطاع الأزياء الآسيوي.

وقالت قوه بي إن الثقافة الصينية تسري في دمائها، وحبها للثقافة الصينية مثل حرصها على حياتها، فقد ساعدت نشأتها في بكين والجولات المسائية في صغرها وسط الحدائق على التأثر بالأجواء الفنية والثقافية. وحتى ولو كان مصدر إلهام تصميم قطعة من أعمالها جاء من كنيسة غربية أو فن العمارة القوطية، يرى الأجانب أن هذه القطعة لا تزال مليئة بالعناصر الصينية، وتكشف عن أسلوب مميز.

وترى قوه بي أن ثقافة كل أمة ليس بالضرورة أن تكون لها وحدها، ولكن يجب أن يشترك جميع البشر فيها.

وأولت قوه اهتماما كبيرا بتأهيل الكفاءات رغم مشاغلها الكثيرة، حيث تأمل نقل تجاربها وخبراتها لجيل جديد.


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号