باتريك درويه

 

بقلم لو رو تساي

 

23 فبراير 2017 /شبكة الصين/ الفرنسي باتريك درويه (Patrick Druet)، مدير عام فندق سونغتسام إم غاليري في محافظة شانغريلا بمقاطعة يوننان (Songtsam Retreat At Shangri-La-MGallery Collection)، معروف بين العاملين الصينيين بالفندق باسم "لاو باي". السيد درويه الذي عمل في مدن مختلفة في فرنسا وكندا وأيرلندا والمملكة المتحدة والصين، قال إن شانغريلا هي المكان الأكثر تفضيلا لديه، لأن أهلها يبتسمون من صميم قلوبهم.

قرار في خمس دقائق

يعمل باتريك درويه في فندق سونغتسام منذ أكثر من ست سنوات. هذا الفندق هو أول فندق في الصين لمجموعة إم غاليري أكور للفنادق الفرنسية في الصين. يتكون الفندق من أكثر من عشرة أبراج مشيدة بطراز العمارة التبتية بسفح جبل على ارتفاعات متباينة، تضم سبعين غرفة. يمكن من نوافذ الفندق مشاهدة معبد سونغتسانلين، أكبر معبد للبوذية التبتية في مقاطعة يوننان. وقد أخذ باتريك درويه قراره بالبقاء في شانغريلا والمشاركة في إدارة هذا الفندق الجديد خلال خمس دقائق فقط، في عام 2009.

قال درويه إن مناظر الجبال المغطاة بالثلوج وحيوانات الياك جعلته لا يتردد في البقاء هنا، فضلا عن أن إدارة فندق جديد كان تحديا له، وقد اختار أن يقبل هذا التحدي. قال أيضا إنه عمل قبل سنوات بمنتجع للتزلج في فرنسا، فكان أمل العودة إلى أحضان الجبال يراوده دائما. أضاف: "الآن، أعمل في مكان تحيط به الجبال، ولكن ليس في فرنسا." كانت شيامن بمقاطعة فوجيان هي أول مدينة صينية عمل بها السيد درويه، في عام 2001 بعد ذلك، زار مدنا صينية أخرى، فراقت له المنطقة التبتية، التي تقع فيها شانغريلا، ليس فقط بسبب البيئة والمناخ الجبلي، وإنما أيضا لابتسامة أهلها التي تركت أثرا كبيرا في نفسه وجعلت من الصعب عليه مغادرة هذا المكان.

لم يكن تدريب العاملين المحليين مهمة سهلة، فغالبيتهم لم يحصلوا على تعليم عالي المستوى، ولم يكن لهم اتصال كثير مع العالم الخارجي. قَبِلَ باتريك درويه المهمة، التي تخلى عنها بالفعل العديد من المديرين الأجانب، وقرر أن يخوض التجربة. أبناء هذه المنطقة الجبلية هم السبب الرئيسي لبقائه هنا، فهم في رأيه البشر الحقيقيون الذين يبتسمون للجميع من صميم قلوبهم، وفي الوقت نفسه لديهم إيمان بالعمل. هؤلاء الناس لا يعملون من أجل كسب الرزق فحسب، وإنما أيضا لإسعاد نزلاء الفندق بابتساماتهم الصافية التي يصعب أن تكون نتيجة لتدريب. في الحقيقة، هذه الابتسامات الصادقة أصبحت بالفعل أثمن شيء يقدره نزلاء الفندق، الذين يعبرون عن تقديرهم العالي للخدمة التي يقدمها العاملون مع الابتسامات.

باتريك درويه الذي عمل في فنادق بدول مختلفة، يرى أن فندق سونغتسام لا ينتمي إلى الفنادق النموذجية ذات نمط الإدارة الناضج. ولكن يمتاز هذا الفندق بسمات خاصة، فالنزلاء يستمتعون بالثقافة المحلية من خلال الأنشطة الثقافية وطراز عمارة الفندق، بل ومن خلال التواصل مع العاملين بالفندق. هذا ما يجذب الضيوف إلى هذا المكان.