29 ديسمبر 2016 /شبكة الصين/ يعمل الشاب يوي فنغ وهو من مواليد ما بعد عام 1990 بائعاً بمجموعة عقارات في مدينة هانغتشو حاضرة مقاطعة تشجيانغ بشرق الصين.

ودرس يوي تخصص الصناعة الكيماوية في مرحلة دراسته الجامعية، ولكنه اختار وظيفة البائع في قطاع العقارات بعد تخرجه في الجامعة، وهذا هو العام الرابع له في هذه المهنة.

ومنذ أوائل عام 2016، دخلت أسواق العقارات الصينية بما فيها سوق هانغتشو طبعاً إلى مرحلة ذهبية حتى طفرة جنونية، وظل ازدهارها مستمراً حتى يومنا الحالي، لذلك استقبل يوي فنغ ذروة عمله أيضاً خلال هذا العام.

وأشرف يوي فنغ على مشروع من العقارات بلغت أسعاره 40- 50 ألف يوان لكل متر مربع، ويعتبر من المشاريع العقارية الراقية في مدينة هانغتشو، رغم أن أسعار العقارات تزداد باستمرار، فلا تزال تجذب المزيد من الزبائن.

وأعد يوي فنغ وزملاؤه مؤخراً التقرير السنوي لعام 2016، فأدهشت مبيعات يوي الجميع، حيث بلغت 550 مليون يوان!

ووراء هذا الرقم المدهش، ما لا يعرفه كثير من الناس عن جهود وإسهامات هذا الشاب. وقد باع يوي إجمالي أكثر من 100 شقة خلال هذا العام، ويثق الزبائن القدماء لهذا الشاب من جيل التسعينات ثقة تامة به حتى جلبوا له زبائن جدداً لشراء شقق، ويدعوه كثير منهم "شياو يوي يوي" بمودة لأنه متخصص ويخلص في عمله وكلما يوجهون أسئلة له، يجيب عليها بصراحة وصبر. ولا يغلق يوي هاتفه المحمول أبداً لكي يرد على استفسارات زبائنه طول اليوم على مدار 24 ساعة.

وفي العام الماضي، تزوج يوي فنغ مع صديقته التي تعرف عليها خلال المرحلة الجامعية. وبعد فترة وجيزة من الزواج، واصل يوي عمله في تسويق مشروع عقاري جاري تنفيذه بمدينة هانغتشو، أما زوجته فتعمل في شركة ديكور تقع في مدينة لينآن التي تبعد عن هانغتشو مسافة أكثر من 70 كيلومتراً. ويسكن الزوجان الجديدان في مدينتين مختلفتين، فلا يريد يوي إلا مرافقة زوجته في كل أوقات فراغه من العمل، ومن المؤسف أن وقت فراغه قليل جداً. ويتوجه يوي دائماً إلى مدينة زوجته البعيدة بسيارته بعد انتهائه من عمله في منتصف الليل من أجل أن يكون بالقرب من زوجته فقط.

وتسكن يوي مع بعض زملائها في شقة مستأجرة قريبة من مشروعه العقاري. ولا يعود يوي إلى بيته بل ينهمك في عمله بمكتب بيع العقارات إلى وقت متأخر من الليل دائما.

وظل يوي في الأونة الأخيرة مشغولاً في توقيع الاتفاقيات مع زبائنه حول ديكور الشقق الداخلي الدقيق لمشروعه، ويستقبل أكثر من 10 زبائن كل عطلة نهاية أسبوع. ويجب عليه اصطحاب كل صاحب شقة لزيارة أربعة منازل نموذجية لمشاهدة ديكوراتها المختلفة، ثم يساعدهم على اختيار ما يفضلونه من أنماط الديكور والخدمات الإضافية لإكمال التوقيع. وبالإضافة إلى ذلك، يشارك يوي كل يوم في اجتماعات فريق المشروع لمناقشة وسائل تلبية متطلبات الزبائن لأقصى حد ممكن.

ورغم عمله المزدحم والمتعب، فقد حقق يوي نتيجة غير متوقعة، بفضل صدقه، وأصبح معظم زبائنه أصدقاءه، ويدعونه من حين إلى آخر لحضور حفلات العشاء أو الأنشطة الأخرى. وقد أسس هؤلاء الأصدقاء نحو عشرين مجموعة دردشة على وسيلة التواصل الاجتماعي الصينية "ويتشات" حسب هواياتهم المتنوعة، ومن ضمنها مجموعات لكرة السلة وكرة القدم والطهي والتصوير والقراءة والأفلام وما إلى ذلك. وقد تشكلت علاقات صداقة حميمة بين أصحاب المنازل وبائعي العقارات، ويتجاذبون دائماً أطراف الأحاديث على ويتشات وينظمون أنشطة متنوعة من حين إلى آخر لتوثيق تبادلاتهم.

ويعشق يوي فنغ كرة السلة، ويمارسها مع بعض أصحاب المنازل كل أسبوع في ملعب قريب من مشروعه العقاري، ويتناول العشاء معهم بعد لعب الكرة.

ولم يبق الآن إلا عدد قليل من المنازل التي يشرف على بيعها، وربما يصبح يوي غير مشغول نسبياً في العام المقبل. ومن أكبر آماله، أنه يتطلع يوي إلى قضاء عطلة مع زوجته لكي يتمتعا براحة تامة.