29 ديسمبر 2016 /شبكة الصين/ ظهر مشهد "دافئ" بمدرسة بولوتايمي في مدينة هويتشو التابعة لمقاطعة قوانغدونغ جنوبي الصين، حيث يشرف فصل كامل من الطلبة على رعاية صبي مصاب بالشلل الدماغي يدعى تشانغ يوان تشاو، لمساعدته في حياته اليومية بالمدرسة. كما انضم طلاب من فصول أخرى إلى فريق مساعدة تشانغ، لمرافقته أثناء فترات الراحة ومساعدته في دورة المياه وصعود الدرج وكذلك مساعدته في الدراسة.

يبلغ عمر تشانغ يوان تشاو 15 سنة، وقالت والدته إنه أصيب بمرض اليرقان عند ولادته ولم يتم علاجه في وقته مما أدى إلى إصابته بالشلل الدماغي، وتلقى تشانغ العلاج في مدينة شنتشن وقوانغتشو ولم يتمكن من السير على قدميه حتى بلغ السادس من العمر ودخل المدرسة بعد أن بلغ عمره 8 أعوام.

بعد دخول المدرسة لم يخيب تشانغ أمل أمه وتعلم حل مكعب "روبيك" بنفسه عندما كان في الصف الخامس ويمكنه الآن إكمال جميع أوجه مكعب روبيك في غضون 1 دقيقة و52 ثانية. وفي سبتمبر 2016 دخل تشانغ يوان تشاو المدرسة الإعدادية، وفي بداية المرحلة الدراسية الجديدة، طرح معلمه مبادرة دعت الطلبة إلى مساعدة بعضهم البعض وخاصة مساعدة تشانغ يوان تشاو.

تقع حجرة درس فصل تشانغ في الطابق الثالث فكل صباح عندما توصله أمه إلى المدرسة، يأتي إليه أي زميل يقابله لمساعدته على حمل الحقيبة ثم يرافقه إلى حجرة الدرس، وأحيانا يقف بعض الزملاء أمام بوابة المدرسة خصيصا لانتظار تشانغ. وبعد نهاية دوام المدرسة يرافق تشانغ عدد من زملاؤه إلى خارج المدرسة ويساعدونه على ركوب دراجة أمه.

يضم فصل تشانغ 45 تلميذا، وقال تشانغ إن جميع زملائه في الفصل يساعدوه فعندما يريد الذهاب إلى دورة المياه، يرافقه الزملاء وعندما ينحل رباط حذائه يساعده أحدهم على ربطه، وعندما يحتاج إلى رمي القمامة يساعده الزملاء أيضا.

نال تشانغ يوان تشاو ترحيبا بين زملائه بفضل شخصيته الجميلة، فكل الزملاء يرغبون أن يكونوا أصدقاءه سواء الطلاب أو الطالبات، كما يزوره بعض الزملاء في البيت في عطلة نهاية الأسبوع. وأنشأ تشانغ علاقات حميمة مع بعض الزملاء من فصول أخرى أيضا.

تشونغ تيان ليانغ، زميل تشانغ منذ المدرسة الابتدائية، وظل يرافقه خلال السنوات الماضية، وأطلق الزملاء عليه لقب "حارس تشانغ". وقال تشونغ إنه يجلس بجانب تشانغ ليتمكن من مساعدته في أي لحظة.

وقال تشانغ "أنا سعيد جدا بالدراسة هنا، لدي الكثير من الأصدقاء الذين يساعدونني دائما". وعلى الرغم من أن تشانغ لم يتمكن من اختيار الحدث الأكثر جدارة بالذكر بينه وبين زملائه إلا أنه لا يستطيع منع دموعه من السقوط عندما يذكر زملاءه.

وقال تشانغ إن معلمه يخشى أن يسقط على الأرض عندما كان في المدرسة الابتدائية ولم يشارك في حصص الرياضة أبدا، ولكن معلم التربية الرياضية في المدرسة الإعدادية مختلف وهو يشجعه على المشاركة في ممارسة الرياضة، حيث يجعله يتمشى حول المعلب فقط حينما يمارس زملاؤه الرياضة كما يعلمه المعلومات الرياضية أيضا، وعندما يشعر تشانغ بالضعف في جسده، يشجعه معلمه أكثر، مما يمنحه قوة كبيرة.

وقالت والدة تشانغ إن زملائه يحيوها دائما عندما يلتقون بها في المدرسة. مضيفة أن أفعال الطلبة والمعلمين تأثر مشاعرها وتحرك أحاسيسها، معربة عن شكرها الجزيل من صميم قلبها لإدارة المدرسة والمعلمين والطلبة.