استمارة شراء جماعية نظمها لي يوي تينغ

27 إبريل 2022 / شبكة الصين / أصبحت شانغهاي منذ مارس 2022 المنطقة الأكثر تضرراً في الصين تحت وطأة موجة جديدة من الوباء تشهدها المدينة. وفي ظل تدابير الوقاية والسيطرة، تواجه المدينة تحديات كبيرة في إمداد سكانها بمختلف المواد الضرورية. وتجاوبا مع هذه الظروف الصعبة، تطوعت مجموعة من الأفراد لشراء الأغذية والضروريات اليومية لجيرانهم. وأطلق السكان اسم "رؤساء الشراء الجماعي" على هؤلاء المتطوعين. السيدة لي يوي يتنغ واحدة منهم، وتحدثت مؤخرا مع مراسل شبكة الصين عن تجربتها كرئيسة للشراء الجماعي.

تعيش لي يوي تينغ في مجمع هوانغبوشينيوان السكني وهو مجمع كبير يضم أكثر من 4 آلاف شخص. ومنذ تفشي الموجة الجديدة من الوباء في شانغهاي، انهمكت لي يوي تينغ في العمل التطوعي بشكل مكثف. فمنذ منتصف مارس إلى منتهاه، حاولت الاتصال ببائعي الخضروات لتزويد الجيران بها. في البداية، كان الموردون يسلمون الخضروات إلى بوابة المجمع لتتكفل لي يوي فيما بعد بنقلها وتوزيعها بواسطة عربة صغيرة. ومع تفاقم الوباء، ازداد أعداد المشتريين باستمرار وازداد معها الضغط المسلط على الفريق التطوعي. فكان لزاما على لي يوي تينغ تبني سياسة جديدة فأصبحت مسؤولة عن تنسيق أكثر من عشرين مجموعة على تطبيق ويتشات يتجاوز أفراد بعضها أكثر من 500 شخص.

وقالت لي يوي تينغ إن رؤساء الشراء الجماعي في مجمعها حاولوا بذل قصارى جهدهم في التواصل بموردي المواد الغذائية وتجار الجملة للخضروات لضمان إمدادات الأغذية لسكان المجمع بأسعار معقولة. وأضافت أن مهمتهم كفريق تطوعي تتمثل في معالجة كميات هائلة من المعلومات كل يوم، بما في ذلك التواصل مع الموردين والرد على استفسارات السكان والتعامل مع مشاكل ما بعد الشراء، في محاولة لتلبية احتياجات أكبر عدد ممكن من السكان.

ومع حلول شهر أبريل، خضعت جميع المباني في مجمع هوانغبوشينيوان للإغلاق. فاضطر جميع السكان إلى ملازمة منازلهم. ونظرًا لمحدودية الفريق العامل في توصيل الإمدادات، كان على لي يوي تينغ التنسيق مع رؤساء الشراء الجماعي لتحديد كمية المشتريات اليومية ووقت الوصول لتجنب مشكلة محدودية قدرة النقل والتوزيع. بالإضافة إلى ذلك، تقوم لي يوي تينغ أيضًا بجمع معلومات المجموعات والمواعيد والموظفين المسؤولين وغيرها من المعلومات، ثم تعمل على تحديثها في الوقت المناسب في إعلانات كل مجموعة.

وغالبًا ما تضطر لي يوي تينغ للنوم لثلاث أو أربع ساعات فقط في اليوم خلال هذه الفترة. ولأنها أم لطفل يبلغ من العمر 6 سنوات، فإنها تشرع في تنظيم المعلومات وإجراء الإحصائيات والتحقق من الإيصالات بعد أن يخلد طفلها للنوم حوالي الساعة 9:00 مساءً. فتضطر أن تعمل كل يوم حتى الساعة الثانية أو الثالثة صباحًا لتستيقظ في السادسة أو السابعة صباحًا من أجل ترتيب أعمال استلام الإمدادات.

المواد الغذائية التي يشتريها سكان المجمع

وقالت لي يوي تينغ إن نصف سكان مجمعها هم من المسنين، أكبرهم عمرا يبلغ مائة سنة. وبالنسبة للمسنين الذين يعيشون بمفردهم، توزع عليهم لجنة الحي المواد الأساسية التي تشهد بعضها من حين لآخر نقصا. لذا يولي المتطوعون عناية إضافية لهاته الشريحة من كبار السن أثناء عمليات الشراء الجماعي. ونظرًا لأن بعض المسنين لا يستخدمون الهواتف الذكية، يتصل المتطوعون بهم هاتفيا للاستفسار عن احتياجاتهم. وأحيانًا يقدمون بعض المواد كهدايا للمسنين الذين يعيشون بمفردهم.

وقالت لي أنها تشعر بأنها محظوظة للغاية على الرغم من المتاعب والمصاعب التي تواجها أثناء نشاطها التطوعي. فعلاقتها مع الجوار ومع بعضهم البعض متناغمة، فضلا عن أن الجميع متفهم لطبيعة عملها. غير أن ذلك لم يمنع من ظهور بعض الشكاوى من حين لآخر، إذ أعرب بعض السكان عن عدم رضاهم عن عمل أو منتجات الشراء الجماعي. على الفور بادر سكان آخرون في الدفاع عن رؤساء أو مسؤولي الشراء الجماعي.

 وقالت لي إن جميع رؤساء الشراء الجماعي يعملون من أجل الصالح العام وأنهم يتحملون من مالهم الخاص ثمن ما يضيع أحيانا من مواد وبضائع. تقديرا لهذه الجهود، أعرب بعض السكان عن امتنانهم لرؤساء الشراء الجماعي. كما أشاد بعضهم بـ"لي يوي تينغ" لكونها "جارة ممتازة". وبتعابير صادقة، قال البعض إن مجمعهم مليء بالدفء والمحبة. كما أصر بعض السكان على إعطاء لي يوي بعضا مما لديهم من خضروات وفواكه للتعبير عن امتنانهم. أما لي فقد زادت قناعتها وثقتها بأنها كانت تفعل شيئًا جيدًا ذا مغزى كبير.

من جهتها، أعربت أسرة لي يوي تينغ عن دعمها لعملها. وقالت لي إنها لم تكن لتجد الوقت الكافي للاعتناء بطفلها بسبب انشغالها في العمل التطوعي. غير أن ابنها، وعلى حداثة سنه، كان يتفهم ذلك لقناعته بأن والدته تعمل من أجل مساعدة الجميع. أما الأم لي فأكدت أنها تريد أن تكون مثالًا يحتذي به طفلها، آملة أن يتمكن من مساعدة الآخرين في المستقبل.