arabic.china.org.cn | 26. 04. 2022

الوباء يعزز روابط الصداقة... مقابلة مع أستاذة في جامعة الدراسات الدولية بشانغهاي

arabic.china.org.cn / 13:37:34 2022-04-26

شي يويه تقوم بتعليم الطلاب عبر الإنترنت في المنزل خلال فترة تفشي الوباء

26 إبريل 2022 / شبكة الصين / أجرى مراسل شبكة الصين مؤخرا مقابلة عن بُعد مع شي يويه. وهي أستاذة في قسم اللغة العربية بجامعة الدراسات الدولية بشانغهاي، شي أكدت أن جوا من التعاون أصبح يسود بين جيرانها بعد أن كانوا في الماضي غرباء عن بعضهم البعض. ورغم أن الوباء قد زاد من التباعد الجسدي بين الناس، إلا أنه زاد من تقاربهم الإنساني والمعنوي.

خضروات من مدينة هوتشو بمقاطعة تشجيانغ

وقالت شي يويه إن سكان جنوب الصين يحبون على وجه الخصوص تناول الخضروات الورقية. ولكن نظرًا لقصر مدة صلاحيتها، مثّل نقص الخضروات الورقية في الأيام الأولى من الإغلاق مشكلة للسكان. لكن متطوعين وزعوا بعد فترة تبرعات من الخضار إلى السكان المحليين، الأمر الذي جعل هؤلاء يشعرون بامتنان كبير.

وأكد ليو مين، نائب مدير لجنة التجارة ببلدية شانغهاي في مؤتمر صحفي عقد في 16 أبريل، إن شانغهاي عانت لبعض الوقت من مشكلة حقيقية في التسوق الإلكتروني. ويرجع ذلك أساسًا إلى خضوع العديد من عاملي التوصيل إلى الحجر الصحي إضافة إلى إغلاق بعض المستودعات اللوجستية. وبسبب هذا الإغلاق المؤقت، لم يتمكن الموردون من ضمان سلسلة الإمدادات بشكل فعال.

وتفاعل المواطنون في جميع أنحاء البلاد مع مشكلة ضمان الإمدادات التي يواجهها سكان شانغهاي. فبادروا إلى المساعدة ولم يدخروا في ذلك أي جهد. حيث شاركت العديد من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية في عملية المساعدة. وذكرت شي يويه أنها تلقت حزمة من الخضروات قدمها مزارعون يديرون فنادق منزلية بقرية قوتشو في مدينة هوتشو بمقاطعة تشجيانغ التي تبعد 200 كيلومتر عن شانغهاي. من جهته، قال رئيس جمعية الفنادق المنزلية هناك "علمنا بنقص إمداد الخضار بعد الإغلاق في شانغهاي. لذلك شعرنا أنه يجب علينا بذل قصارى جهدنا لتقديم بعض المساعدة. وبسبب الوباء، لم نتمكن من إرسال الخضروات عبر التوصيل السريع الشخصي، لذلك حاولنا الاتصال بحكومة بلدية شانغهاي. وأضاف أن أعضاء الحزب ونواب مجلس الشعب والشباب وأعضاء جمعية الصليب الأحمر في القرية عملوا بنشاط كمتطوعين لتغليف الخضار. وتابع "تم إرسال الدفعة الأولى المكونة من 4 آلاف حزمة خضار إلى حي هونغكو بشانغهاي ويتم حاليا تغليف الدفعة الثانية."

وبعد وصول الإمدادات من الخضار التي لم يحصلوا عليها منذ فترة طويلة، جرت مناقشة حية في المجموعة عبر تطبيق ويتشات. وقالت واحدة من القاطنين في المبنى إنها سافرت ذات مرة إلى هوتشو. وقد أعجبت أيما إعجاب بالمناظر المحلية الجميلة والعادات الشعبية البسيطة. وأعقبت "الآن شعرت بهذا النوع من المودة والحماس لهؤلاء القرويين من خلال تبرعاتهم. وسننظم رحلة جماعية إلى هناك بعد انتهاء الوباء لنعبر عن شكرنا لهم."

مواطنون يتحدثون بشأن رحلة سياحية بعد الوباء عبر تطبيق ويتشات

حسن علاقة الجيران تعالج شعور الإحباط بسبب الوباء

وقالت شي يويه لمراسلنا إن أكثر ما أثار مشاعرها خلال الوباء هو دفء علاقة الجيران. وأضافت أنها تأثرت كثيرا عندما رأت جدولًا مفصلا أعده جارها حول أفراد المجمع السكني. لأنه لم يشمل حصرا عدد أفراد المجمع وتركيبتهم العمرية، بل شمل أيضًا المجموعات ذات الاحتياجات الخاصة مثل كبار السن والرضع والأطفال الصغار. وقالت شي إنه بفضل هذا الجدول، يحرص الشباب في كل مرة على شراء حصص إضافية من المواد لمنحها لكبار السن الذين لا يجيدون استخدام التطبيقات والتسوق الالكتروني، وذلك بهدف ضمان حصول كل عائلة على الأغذية والضروريات اليومية.

 وعندما علمت شي يويه أن طالبا يبلغ من العمر 16 عامًا تم عزله منفردا في منزل مستأجر، وأنه لم يجد غير المعكرونة سريعة التحضير ليأكلها لافتقاره لأدوات الطبخ، قدمت شي يويه على الفور لهذا الطالب الضروريات اليومية من أطعمة خفيفة. وحين تناهى أمر هذا الطالب إلى علم الجيران الآخرين، انضموا بسرعة إلى جهود شي يويه وقدموا له أدوات وفواكه وأطعمة خفيفة. وقالت شي يويه إن هذا السلوك التضامني ذكّرها بدفء وحسن علاقة الجيران حين كانت تقطن بيتها القديم، مضيفة أن هذه العلاقة تمدها بشحنة معنوية كبيرة خلال هذه الأيام الصعبة.

وقالت شي يويه إن أحد الجيران في بنايتها أصيب بالوباء. فاعتذر عبر تطبيق ويتشات للجيران الذين أغدقوا عليه بعبارات التحية والتضامن. وتم نقل هذا الجار للعلاج في مستشفى مؤقت، بينما تخضع زوجته للحجر الصحي في فندق على ضفاف بحيرة تشيانداو. هذه السيدة، المولعة بفن تنسيق الزهور، استغلت إطلالتها على مناظر طبيعية جميلة فنشرت ما التقطته من صور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بحيث يتمكن جيرانها من الاستمتاع بالمناظر الخلابة داخل منازلهم.

من أستاذة لغة عربية إلى محترفة في تكنولوجيا التعليم عن بعد

وقالت شي يويه إن أكثر ما يثير قلقها في الوباء هو طلابها. وتعمل حاليًا كمدرسة لطلاب السنة الأولى في قسم اللغة العربية بجامعة الدراسات الدولية بشانغهاي. ومن أجل منح الطلاب تجربة دراسية أفضل، حرصت شي يويه صحبة زملاؤها الآخرين على اكتساب مهارات تقنية متقدمة للتعليم عن بعد. إذ أجروا أبحاثا جدية ومعمقة في الوظائف المختلفة لأحدث البرمجيات التعليم عن بعد، وتعلموا مهارات مونتاج الفيديو، وأجادوا استخدام السبورة الافتراضية لكتابة الملاحظات ... وبفضل هذه الجهود، قالت شي يويه بفخر: "على الرغم من أن الوباء جاء بشكل مفاجئ إلا أننا ما زلنا نواصل واجباتنا الدراسية بوتيرة طبيعية دون أي تأخير. واستنادا إلى نتائج اختبارات الفصول الدراسية للطلاب أستطيع القول إنهم اكتسبوا المعرفة الجديدة بشكل جيد."

وقال تشانغ تشاو لي، وهو طالب حديث الالتحاق بجامعة الدراسات الدولية بشانغهاي، إنه على الرغم من أن الإغلاق وفحص الفيروس المتكرر يسبب له بعض الضغوط النفسية، إلا أنه شعر بالاطمئنان ما إن سمع أصوات الأساتذة والزملاء في الفصل عبر الإنترنت. وأضاف أن رعاية أساتذته أشاعت  في نفسه دفئا مثل ما تفعل شمس الربيع، وذلك على الرغم من بقائه في المنزل بسبب الحجر الصحي.

ولا تقتصر مصادر قلق شي يويه على الجانب الدراسي فحسب، بل تشمل أيضا الحالة النفسية للطلاب. وقالت الأستاذة الجامعية إن الطلاب يعيشون حالة من الانعزال ولا يستطيعون الخروج من منازلهم. كما يواجهون ضغطًا دراسيا شديدًا. لذا تخاف عليهم الشعور بالضيق بعد فترة طويلة. فحاولت شي يويه تنظيم فعاليات للتواصل بين الطلاب لتشجعهم على التحدث مع الزملاء. وشعرت بالارتياح بعد أن علمت أن الطلاب يشجعون بعضهم البعض وأنهم في حالة جيدة. كما تعرفت شي يويه عبر تطبيق ويتشات على طبيبة نفسية متخصصة في تقديم استشارات للأشخاص المعزولين أثناء الوباء. وبعد المناقشة مع إدارة قسم اللغة العربية، نظمت على الفور محاضرة حول "الإدارة العاطفية أثناء الوباء" لتعزيز وعي الطلاب بأهمية التنظيم العاطفي الذاتي لمساعدتهم على اجتياز هذه الفترة الخاصة بشكل أفضل. من جانبها بذلت الجامعة مجهودا كبيرا لتقديم المزيد من الرعاية للطلاب، بالإضافة إلى ضمان حياتهم اليومية. كما قاموا بتزويدهم بالفواكه والأطعمة الخفيفة.

وبعبارات يغلب عليها التأثر، قالت شي يويه إن أحلك لحظات الليل ظلمة هي تلك التي تسبق بزوغ الفجر، لكن النجوم في تلك اللحظات هي الأكثر سطوعًا. وتمثل تلك النجوم الدفء الذي ينتشر في قلوب الناس. وأضافت في الأخير أنها تشعر بالامتنان للرعاية الخاصة التي تلقتها خلال هذه الفترة، معربة عن تفاؤلها بشأن مستقبل شانغهاي ما بعد الوباء.


   يمكنكم مشاركتنا بتعليقاتكم عبر فيسبوك و تويتر
 
انقلها الى... :

مقالات ذات صلة

China Internet Information Center E-mail: webmaster@china.org.cn Tel: 86-10-88828000
京ICP证 040089号 京公网安备110108006329号