الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
رحلة الصينيين من قرقرة البطون إلى شرب الحليب (صور)
افتتاح أول مطعم كنتاكي بالصين في شارع تشايانمن ببكين، الثاني عشر من نوفمبر سنة1987
التعقل بعد الشراهة
بحلول تسعينات القرن الماضي، تجاوز متوسط نصيب الفرد الصيني من اللحوم والمنتجات البحرية ولحم الحيوانات الداجنة والبيض والفاكهة والخضر وغيرها المتوسط العالمي ووصل مستوى الدول المتوسطة التقدم.
في بداية تسعينات القرن الماضي، عرفت الصين ظاهرة "الشراهة في الأكل والشرب"، فأقبل الصينيون بنهم على تناول الحلزون البحري وخيار البحر وزعانف القرش وعوامة السمك وغيرها من الأطعمة البحرية الغالية. في ذلك الوقت كان الصينيون ينفقون على طعامهم وشرابهم مليارات الدولارات سنويا. أوضحت دراسة حول توجهات الصينيين في الطعام والشراب أن مؤشر الضيافة عند الصينيين هو الأعلى في آسيا. في سنة 2003 تفشى وباء الالتهاب الرئوي الحاد اللانمطي "سارس"، الذي أرجع العلماء سببه إلى تناول لحم سنور الزباد، وهو نوع من القطط البرية، فبدأ الصينيون يعيدون النظر في أكل اللحوم الحيوانات البرية.
أثار افتتاح فرع مطعم كنتاكي سنة 1987 في شارع تشيانمن، أمام ساحة تيان آن من ببكين، جدلا بين الصينيين بين مؤيد ومعارض، ولكن مشهد الصفوف الطويلة أمام المطعم كان أبلغ رد على المعارضين. في عشرة أشهر فقط استعاد فرع كنتاكي في تشيانمن كل ما استثمر فيه من مال. كان متوسط الراتب الشهري للموظف العادي في بكين مائة يوان، بينما سعر الوجبة في كنتاكي عشرة يوانات، ومع ذلك كان الإقبال عليه عظيما، وكان كثيرون يحرصون على إقامة حفلات عيد الميلاد فيه، اعتقادا بأن ذلك فرصة لمعايشة الثقافة الغربية. وصارت مطاعم كنتاكي في الصين هي الأعلى دخلا بين مطاعم كنتاكي في العالم كله. وفي سنة 1991، افتتحت سلسلة مطاعم ماكدونالدز أول فرع لها في الصين بمدينة شنتشن. في سنة 2007، بلغ عدد فروع كنتاكي في بر الصين الرئيسي ألفين، وفي سنة 2008، تجاوز عدد فروع ماكدونالدز ألفا. وصلت فروع المطاعم الأجنبية إلى البلدات والمدن الصغيرة فصار الفلاح الصيني يتناول الوجبات الأجنبية السريعة، وانضمت إلى القائمة الأطعمة الروسية والأطباق الفرنسية والأطعمة اليابانية والكورية الجنوبية، وبعض المتاجر بها حاليا "ركن الأطعمة المستوردة".
كانت تلك الفترة علامة فارقة في نمط استهلاك الصينيين للأطعمة والمشروبات، إذ صاروا يتناولون مزيدا من اللحوم والدهون الحيوانية وقل استهلاكهم للحبوب والخضراوات والفواكه. وحسب نتيجة مسح حول الغذاء أجري سنة 1982 وسنة 1992 وسنة 2002، ارتفع متوسط استهلاك الصيني من اللحوم عشر مرات في الفترة ما بين سنة 1961 وسنة 2000. ولأن سبل المعيشة تطورت وصارت حركة الإنسان ونشاطاته البدنية أقل، أخذت الأمراض المزمنة الناتجة عن تغير نمط أساليب الحياة تعرف طريقها إلى مدن الصين، بل وأريافها.
وبرغم أن استهلاك الفرد الصيني من الملح قل كثيرا، بعد الاستغناء عن الخضراوات المملحة، مازال متوسط استهلاك الصيني من الملح يعادل ضعفي الكمية التي توصي بها منظمة الصحة العالمية، وهي ستة جرامات يوميا للفرد ولهذا توزع كثير من المدن في بر الصين الرئيسي على سكانها ملاعق قياسية لتحديد كمية الملح المستهلك.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |