الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
رحلة الصينيين من قرقرة البطون إلى شرب الحليب (صور)
كوبونات الطعام
بسبب السياسات الخاطئة والكوارث الطبيعية دخلت الصين سنة 1959 فترة صعبة امتدت ثلاث سنين. عانى الصينيون، في الريف والحضر، من الجوع الذي قتل البعض وأجبر آخرين من سكان الريف على ترك بيوتهم لتسول طعامهم، حتى بدأت "حملة الأطعمة البديلة" التي شارك فيها كل الشعب. "الأطعمة البديلة" التي احتمى بها الصينيون من فتك الجوع لم تكن إلا ما تيسر من نبات أو حيوان أو الأحياء الدقيقة أو اللحم الاصطناعي وغير ذلك مما لا ينتمي إلى قائمة الطعام الطبيعية. لم تكن الأطعمة البديلة صعبة الهضم فحسب، وإنما كانت تخلو من أي مذاق، فالخبز مثلا يصنع من خلط طحين مع مسحوق سيقان نبات الطماطم والباذنجان والذرة والبطاطا.
حتى سبعينات القرن الماضي، لم يتحسن طعام الصينيين كثيرا، وكان يقال آنذاك إن الجميع يأكلون طعاما واحدا تقريبا وإن الناس يأكلون لا لشيء إلا هربا من الجوع. يحكى تشاو تشان لينغ، وهو مثقف عمل في شبابه بريف مقاطعة شانشي سنة 1978، أن فطوره كان كعك الذرة والخضراوات المملحة، وغداءه خبز الذرة وحساء الخضر والبطاطس المسلوقة، مع جبن فول الصويا أحيانا، وعشاؤه سلطانية كبيرة من حساء الذرة وقطعتان من خبز الذرة وبعض الخضراوات المملحة، وإن قرقرة بطنه كانت كثيرا ما توقظه من نومه في منتصف الليل.
وداعا للخشن وأهلا بالصحي
في ثمانينات القرن الماضي وصل متوسط نصيب الفرد الصيني من الحبوب أربعمائة كيلوجرام في السنة، وانتهى زمن شح الغذاء، وصارت الصين تطعم 22% من سكان الأرض بسبعة في المائة فقط من الأرض المزروعة في العالم.
في بداية ثمانينات القرن الماضي، لم تكن الصين حلت مشكلة نقص الغذاء، ولكن كوبونات الطعام ازدهرت أيما ازدهار، فظهرت كوبونات لحم الخنزير ولحم العجل ولحم الخروف ولحم الدجاج ولحم البط والسمك وبيض الدجاج وبيض البط والحلويات ومنتجات فول الصويا والخضراوات، فضلا عن كوبونات الحبوب وزيت الطعام. وكانت كوبونات الحبوب تنقسم إلى كوبونات الأرز وكوبونات الطحين وكوبونات الحبوب الخشنة وكوبونات الحبوب الناعمة وكوبونات الدُخُن وكوبونات البطاطس وغيرها. كان تنوع الكوبونات دليلا على تنوع الأطعمة ووفرتها.
ويتذكر تشو قوانغ رونغ، الذي كان يعمل في قطاع الأطعمة في بكين، أن صف المنتظرين أمام محطة الأطعمة كان يشبه تنينا طويلا. كان الناس يخزنون الأسماك المجمدة، حتى بعد انتهاء فترة صلاحية حفظها، إلى أن يأتي عيد الربيع فيضيفون بها الأقارب والأصدقاء. كان سعر الكيلوجرام من "الحلويات العالية الجودة" حوالي عشرة يوانات (الدولار الأمريكي يساوي 83ر6 يوانات)، بينما كان الراتب الشهري للموظف العادي بين أربعين وخمسين يوانا.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |