الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
يوميات مراسل شينخوا في غزة
واذا بى يدخل على ابو محمد سائق سيارة زملائي في المكتب ويقول.. انا سأذهب الى المخبز لشراء خبز هل ينقصكم شيء قلت له هل يمكن ان تأخذ لي ربطة (خمسون رغيف صغير) إلى بيت أهلي أجاب بشبه موافقة.. سأحاول .
الكهرباء انقطعت عن المكتب .. انشغل العاملون بتشغيل المولد الكهربائي وعادوا ورائحتهم تملأ المكان وقود .. .اتصل مدير شينخوا في رام الله في الضفة الغربية الذي أكن له حباً كبيرا وزوجته نتالي لأنه جدا ودود ودائما كثير الاطمئنان علي كما كان زملائي الأعزاء على قلبي (علاء ..ودينا .. وسامح) . ورغم أنني أتحدث الانجليزية قليلا ، الا اننى لم أتمكن من التعبير له عن مدى سعادتي بوقوفهم وتشجيعهم وخوفهم علي وعلى اسرتي.
كما ان مدير عام الوكالة في القاهرة اجرى العديد من الاتصالات بي وكان هذا يزيد من حماستي للعمل اكثر، اولا لحبي للصحافة التي اعشقها وثانيا لان كلماتهم تعطيني قوة افتقدها عندما ارى المشاهد المحبطة واليائسة لمأساة شعبي. انه شعور نادر لم اشعر به من قبل بأن أوزع مشاعري بين العمل وبين اشتياقي وحنيني لاسرتي ودعم زملائي . بدأ الظلام يلف غزة ولا يزال القصف ودوي الانفجارات والمعارك مستمرة لم تتوقف ..وضع زملائي الطعام وانا اكتب قصة عن الاوضاع في غزة .... طعامنا جبنة بيضاء وزعتر وبعض (مرتديلا) لحم معلب.
وبينما كنا نهم بتناول الطعام اهتزت البناية التي نتواجد بها مع دوي انفجار قوي .. تركنا الطعام وهرعنا الى سطح البناية حيث اننا في الطابق الاخير لمعرفة ما حدث تبين انها غارة جوية في حي الزيتون جنوب مدينة غزة.
قابلني على سلم البناية وانا هابط من السطح علاء مرتجى الصحفي والمذيع في إذاعة ((ألوان)) الملاصقة لمكتبنا وهو معرفة قديمة وهو أيضا احد اقرباء صديق لي متواجد حاليا في مصر سلمت عليه ودعوته للدخول الى المكتب ليأكل معنا فدخل.
وقال علاء لقد اتصلت بك كثيرا ... سألته لماذا؟ أجاب أن صديقي (يعني قريبه) في مصر يطلب مني أن ابحث له عن اسم زوج أخته الذي اختفت أخباره منذ بدء العملية البرية الإسرائيلية.
وبعد ان فشلنا في العثور على اسمه صافحني وودعني سأذهب الى البيت للاستحمام وسأعود للمبيت في المكتب كما افعل انا والزملاء هنا فقلت له انتظر حتى تخف الهجمات الاسرائيلية فقال لا هم لن يستهدفوا صحفي مثلي لو تريد تعال معي والدتي جهزت لي طعاما ستحبه فاعتذرت له بابتسامته حالمة . وودعته.
وفي ساعات المساء تلقيت اتصالا من زملاء لي بمستشفى الشفاء أن صحفيا أصيب بجراح خطيرة وهو الان في غرفة العمليات الحرجة فسألت عن اسمه ومع من يعمل؟ فقالوا لي انه علاء مرتجى !!! .صرخت صرخة قوية دوى لها المكان!! يا إلهي ... كيف هذا لا يمكن لماذا؟.. لم اتمالك نفسي إلا والدموع تسيل على خدي.
لقد سيطر علي الحادث كثيرا واثر في نفسي عميقا...ولم استيقظ مرة اخرى الا بدوي انفجار اخر لكن هذه المرة قريب جدا وقوي وكأنه في الشقة المقابلة لي بالمكتب حينها اعتقدت جازماً أن الموت يبحث عني أنا... فتملكني شعور كبير بالخوف والرهبة لكن سرعان ما تمالكت نفسي وخرجت انا وزملائي لاستطلاع الامر .
لقد كانت قذيفة أطلقتها طائرة استطلاع على بناية (برج) يستأجره الصحفي عاطف عيسى مدير شركة ((ميديا جروب)) إحدى الشركات التي تتعاقد معها وكالة ((شينخوا)) للتصوير التلفزيوني كما انه يعمل مع قنوات فضائية اخرى من بينها : ((دبي))، وقنوات مصرية وسعودية وخليجية وغيرها
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |