الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
يوميات مراسل شينخوا في غزة
بقلم عماد الدريملي
غزة 10 يناير 2009 (شينخوا) اليوم (الجمعة) هو اليوم الرابع عشر للعمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة .في كل يوم اشعر أن الموت بات يقترب مني اكثر وان اللحظة قد حانت لأنضم إلى قائمة (شهداء الصحافة) في العالم.
استيقظت على هاتف زميل لي يعمل في إحدى الفضائيات العربية ليطمئن علي بعد ليلة قضيتها مع زملاء لي في المكتب شبه مستيقظين بسبب الغارات المكثفة التي شنها الجيش الإسرائيلي على غزة وضواحيها والتي كان دويها يدفع قلبي للقفز من بين أضلعي، لأجيبه بصوت ناعس مرهق: وأنت كيفك وعائلتك بخير ... قال الحمد لله ..ومن ثم ودعته ..مع نصيحتي له بأن يحترس.
اتصلت بمنزل أسرتي للاطمئنان على والدي ووالدتي وأسرتي والحمد لله جميعهم بخير. انه اليوم الخامس على التوالي الذى لم أر فيه والدي وأسرتي التي لا تبعد عن المكتب الذي أتواجد به سوى كيلو متر واحد حيث قمت بنقلهم جميعا ( أخوتي وزوجاتهم وأولادهم ) من منزلي في حي تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة الى منطقة الميناء (حيث منزل والدي وامي ) غرب المدينة بالقرب من شاطئ البحر.
فقد يكون الحي الذي أقطن به مسرحا للمعارك في المستقبل. انه يوم الجمعة (المقدس) بالنسبة لي فهو أخر أيام الأسبوع وأحب أن اقضيه مع أولادي وأداء صلاة الجمعة الاسبوعية في المسجد لكن الظروف لم تسمح بسبب استمرار الغارات، وتلاحق الأحداث وضرورة أن انقل الأخبار للوكالة بالسرعة الممكنة.
تذكرت اولادي ريم في الصف الأول الإعدادي وسجى في الصف الرابع الابتدائي وعبد الله في الصف الاول ومحمد الصغير في الروضة.
شعرت بالحنين اليهم كثيرا لكن مشاعري كانت اكثر تدفقا تجاه المشاهد والروايات التي استمع اليها من المصادر التي نجري اتصالات معها في مناطق التماس حيث تجري المعارك.
وفي قرارة نفسي تعهدت بأن اذهب إلى البيت لأقبل يد أمي ويد أبي واحضن أطفالي وان اذهب للاستحمام لان المياه مقطوعة بالمكتب ولا يوجد إلا القليل منها للشرب، ومن ثم الذهاب للصلاة والعودة لتناول طعام الغداء مع عائلتي حيث تقليد عائلتنا. لكن فجأة وبينما البس الدرع على جسدي لحمايتي من أي مكروه سمعت صوت طائرة حربية وهي تزمجر وصوتها يكاد يخترق أذني تطلق احد الصواريخ على هدف في مدينة غزة، فاعتقدت أن هذه هي نهايتي ..خلاص انتهى الامر...
وعندما سمعت دوي انفجار في الخارج أيقنت أنني ما زلت على قيد الحياة... وجريت مسرعا الى النافذة للنظر الى المنطقة التي استهدفها القصف الاسرائيلي في الجهة الجنوبية لمدينة غزة.. حيث يقع منزلي وهكذا بدأ عملي اليوم.
اجريت اتصالات في المنطقة التي تعرفني جيدا...وجاءني الرد بعد جهد جهيد، انه منزل خال من السكان لاحد نشطاء حركة حماس... وقد سوي المنزل بالارض، وليس هذا فحسب بل دمر منازل من حوله في محيط مائتي متر، وتمكنت الطواقم الطبية من الوصول اليه وابلغتنا باصابة ستة مواطنين من المنازل المجاورة بجراح.
وبعد ذلك بوقت سقط صاروخ على حي الشيخ رضوان شمال غزة استهدف مسجد للصلاة يطلق عليه اسم مسجد النبوي محمد .... والذي كثيرا ما ذهبت للصلاة فيه حيث ان خطيب المسجد شيخ واعظ يتحدث بلباقة وينصح المخطئين بالتوبة واصلاح انفسهم وتهذيبها كنت احب الذهاب للاستماع اليه.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |