الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
أولا، شق طريق التنمية السلمية الصينية
في مسيرة التطور الحضاري الممتدة أكثر من 5 آلاف سنة، أبدع الشعب الصيني بمختلف قومياته الحضارة الصينية المشرقة باجتهاده وحكمته، وبنى الدولة الموحدة المتعددة القوميات. تتمتع الحضارة الصينية بخصائص الاستمرار والتسامح والانفتاح الفريدة. وفي الاتصالات الخارجية الطويلة المدى، اجتهدت الأمة الصينية في التعلم والاستفادة من مزايا الأمم الأخرى، وبذلت أقصى جهودها في سبيل التقدم، عليه قدمت مساهمات هامة لتقدم الحضارة البشرية.
في أواسط القرن الـ19، فتحت القوى الغربية الكبرى باب الصين المغلق بالمدافع والسفن الحربية، وتحول مجتمع الصين إلى مجتمع شبه مستعمَر وشبه إقطاعي تدريجيا نتيجة للاضطراب الداخلي والغزو الأجنبي، كانت البلاد فقيرة وضعيفة جدا، وتشهد الحروب والفوضى بلا انقطاع، وكان الشعب في غاية الشقاء. عندما تعرضت الأمة الصينية لخطر الاضمحلال حينذاك، بذلت دفعات متعاقبة من أصحاب المُثل السامية، الذين عددهم لا يحصى، أقصى الجهود في البحث عن طريق الإصلاح والخلاص الوطني. حيث وضعت ثورة 1911 نهاية للملكية الاستبدادية التي حكمت الصين آلاف السنين، مما شجع الشعب الصيني على النضال في سبيل الاستقلال الوطني وتحقيق رخاء وقوة الوطن. لكن المحاولات والنضالات من هذا النوع لم تغير صفة مجتمع الصين شبه المستعمَرة وشبه الإقطاعية ومصير الشعب الصيني المحزن. وبعد ذلك، حمل الحزب الشيوعي الصيني على عاتقه آمال الأمة، وقاد الشعب الصيني لممارسة النضال الشاق، وأسس جمهورية الصين الشعبية عام 1949، بما تحقق الاستقلال الوطني وتحرير الشعب، ودخلت الصين عصرا تاريخيا جديدا.
خلال أكثر من 60 سنة منذ تأسيس الصين الجديدة خاصة أكثر من 30 سنة منذ تنفيذ الإصلاح والانفتاح، ظلت الصين تسعى لاستكشاف طريق التحديث الاشتراكي المتفق مع أحوالها ومتطلبات العصر. رغم أنه شهد تعقيدات كثيرة، استكشف الشعب الصيني بهمة لا تعرف الكلل أو الملل، وواكب العصر، واستمر في تلخيص واستمداد تجارب وعبر التنمية الذاتية والأجنبية وتعميق معرفته لقوانين تطور المجتمع البشري ودفع الإكمال الذاتي والتطور للنظام الاشتراكي. من خلال هذه الجهود الشاقة، وجدت الصين طريقا تنمويا يتفق مع أحوالها، هو طريق الاشتراكية الصينية الخصائص.
من منظور التاريخ العالمي الأوسع، يعني طريق التنمية السلمية: تحقيق التنمية الذاتية من خلال الحفاظ على السلم العالمي، والحفاظ على السلم العالمي من خلال التنمية الذاتية؛ التمسك بالانفتاح على العالم الخارجي والتعلم والاستفادة من مزايا الدول الأخرى مع التأكيد على تحقيق التنمية بالاعتماد على القوة الذاتية والإصلاح والإبداع؛ التكيف مع تيار تطور العولمة الاقتصادية، والسعي لتحقيق المنفعة المتبادلة والفوز والتنمية المشتركتين مع مختلف الدول؛ مشاركة المجتمع الدولي في بذل الجهود لدفع بناء عالم متناغم يسوده السلم الدائم والازدهار المشترك. هذا وأبرز خصائص هذا الطريق هي التنمية العلمية والتنمية المستقلة والتنمية المنفتحة والتنمية السلمية والتنمية التعاونية والتنمية المشتركة.
التنمية العلمية. تعني التنمية العلمية احترام واتباع قوانين التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتطور الطبيعة، والتمسك الثابت بالبناء الاقتصادي باعتباره مركزا، والتمسك بتركيز القوة في البناء، والانكباب على تحقيق التنمية، وتحرير وتطوير قوى الإنتاج الاجتماعية باستمرار. تتخذ الصين مفهوم التنمية العلمي سياسة مرشدة هامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتتمسك باتخاذ التنمية أهم مهمة لحكم الحزب في سبيل نهضة الوطن، كما تتمسك بوضع الإنسان في المقام الأول والتنمية الشاملة والمنسقة والمستدامة والتخطيط الموحد مع الأخذ بعين الاعتبار لكافة العوامل المعنية. التمسك بوضع الإنسان في المقام الأول يعني احترام حقوق الإنسان وقيمته دائما، وسد متطلبات الشعب المادية والثقافية المتزايدة باستمرار، وسلوك طريق الرخاء المشترك، ودفع التطور الشامل للإنسان، لتكون التنمية في صالح الشعب، ولتحقيق التنمية بالاعتماد على الشعب ومشاركة الشعب في ثمار التنمية. التمسك بالتنمية الشاملة والمنسقة والمستدامة يعني دفع البناء الاقتصادي والبناء السياسي والبناء الثقافي والبناء الاجتماعي وبناء الحضارة الإيكولوجية بشكل شامل، ودفع التناسق بين شتى الحلقات والجهات لبناء التحديث. التمسك بالتخطيط الموحد مع الأخذ بعين الاعتبار لكافة العوامل المعنية يعني المعرفة الصحيحة والمعالجة السليمة للعلاقات الهامة في قضية الاشتراكية الصينية الخصائص، والتخطيط الموحد بين التنمية الحضرية والتنمية الريفية، والتنمية الإقليمية، والتنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية، والتنمية المتناغمة بين الإنسان والطبيعة، والتنمية المحلية والانفتاح على العالم الخارجي.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |