الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

من دبلوماسية البقاء إلى دبلوماسية الانطلاق (صور)


من الدبلوماسية السياسية إلى الدبلوماسية الشاملة

بعد الدورة الثالثة الكاملة للجنة المركزية الحادية عشرة للحزب الشيوعي الصيني عام 1978، دخلت الصين مرحلة الإصلاح والانفتاح. أشار مهندس الإصلاح والانفتاح الصيني دنغ شياو بينغ إلى أن الدبلوماسية عليها أن تخدم التنمية الاقتصادية والتحديث. بذلك انطلقت الدبلوماسية الصينية من إسار الدبلوماسية السياسية إلى فضاء الدبلوماسية الشاملة.

مع انتهاج الصين سياسة الإصلاح والانفتاح، لم تعد الدبلوماسية مفهوما سياسيا بسيطا، بل ترتبط بمصالح جماهير الشعب على نحو متزايد. في الماضي كانت الاتصالات والتبادلات الدولية تتم من خلال الدبلوماسيين والحكومات، بينما كانت التبادلات الشعبية التي تتم بواسطة التنظيمات الشعبية قليلة، ففي نحو ثلاثين سنة، من عام 1949 إلى عام 1978، بلغ إجمالي عدد الصينيين الذين سافروا إلى الخارج 280 ألف شخص، بمعدل أقل من 10 آلاف سنويا. اليوم، يسافر 40 مليون صيني سنويا إلى الخارج ويزور الصين 56 مليون أجنبي سنويا.

في هذه العملية، برزت أهمية الدبلوماسية الاقتصادية يوما بعد يوم. الاقتصاد أساس العلاقات بين الدول، مع تطور التعاون الاقتصادي بين الدول، يزداد الاعتماد المتبادل بينها، فيصبح أساس العلاقات الثنائية أكثر رسوخا، الأمر الذي يدفع تطور العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية الخ. في فترة من الفترات بعد عام 1989، تدهورت العلاقات بين الصين والعالم الخارجي والدول المتقدمة خاصة. في سبيل الخروج من هذا التدهور، لعبت الأوساط الاقتصادية الغربية دورا هاما، فقامت شخصيات اقتصادية بشرح سياسات الصين للمعنيين ودفعت حكومات بلادها لتحسين العلاقات مع الصين، فيما يعد نموذجا لدفع التعاون الاقتصادي تحسين العلاقات السياسية. عندما كنت سفيرا للصين لدى فرنسا، كنت أنفق 60% من وقتي في معالجة ما يتعلق بالاقتصاد. الدبلوماسية ليست فقط وسيلة هامة لاحتواء الأزمات، بل جسر لاكتشاف الفرص والتعاون. ذات مرة طلبت الهيئة الصينية العامة للطيران المدني شراء ثلاثة أطقم من الأجهزة من شركة فرنسية. وقد طلب الطرف الفرنسي أكثر من 130 مليون دولار أمريكي، ولم تفلح محادثات الجانبين لعدة أيام في تخفيض السعر إلى أقل من 100 مليون دولار أمريكي. طلب الطرف الصيني المساعدة من سفارة الصين لدى فرنسا، فأجرينا محادثات مع الطرف الفرنسي لمدة نصف ساعة، كان من نتيجتها تخفيض المبلغ إلى أقل من 100 مليون دولار أمريكي. لذلك هناك من قال: إذا كان السفير الصيني لدى فرنسا قبل خمسين عاما يهتم بالمسائل الاقتصادية لصار أضحوكة بين الصينيين، أما اليوم إذا لم يكن السفير الصيني لدى فرنسا يفهم في الاقتصاد سيكون أضحوكة أيضا. عندما نستعرض مسيرة الإصلاح والانفتاح بالصين ندرك روعة الدبلوماسية الاقتصادية الصينية وتجاربها العديدة التي تستحق أن نلخصها ونستفيد منها، وأهمها تحقيق النفع المتبادل وإيجاد أرضية مشتركة لمصالح الطرفين المعنيين، ثم تطوير التعاون على أساس ذلك.

وفي الوقت ذاته لا يمكن إهمال قوة الدبلوماسية الثقافية، لأن دورها مثل "ماء الجدول الصغير الذي يرطب النبات دائما وبدون صوت". خلال سنوات عملي الخمس في فرنسا، وإلى جانب إنجاز المهام الدبلوماسية المتنوعة كنت ألقي أكثر من خمسين محاضرة أو كلمة سنويا بالمتوسط. وخططنا ونظمنا "أسبوع الثقافة الصينية" لعام 1999 و"موسم الثقافة الصينية" لعام 2000 و"سنة الثقافة الصينية" لعام 2003.



     1   2   3   4    



-"لابد من الاستماع إلى آراء الصين حاليا في أي عالم علينا أن نقيمه" (صورة)

تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :