وزير الخارجية الصينى السابق ينتقد مزاد كريستى لقطعتين اثريتين مسروقتين

بكين 4 مارس 2009 (شينخوا) انتقد وزير الخارجية الصينى السابق لى تشاو تشينغ اليوم (الاربعاء) مزاد كريستى الذى اقيم على قطعتين اثريتين صينيتين مسروقيتين، قائلا إن المزاد لن يحقق مجدا "لوطن صاحب المزاد".

وصرح لى، وهو المتحدث باسم الدورة السنوية لاكبر جهاز تشريعى فى البلاد هذا العام، فى مؤتمر صحفى "بغض النظر عن الدولة التى جاء منها وما يفعله، فانه بحاجة الى مراعاة عدم الاضرار بسمعة بلاده".

وذكر لى، فى معرض استشهاده بقول صينى مأثور قديم -- "على الانسان النبيل ان يسعى الى تحقيق ثروة بطريقة لائقة" -- ، "لا اعتقد انه من اللائق اقامة مزاد على آثار ثقافية مسروقة".

وذكر ان المزاد جرح مشاعر الصينيين الذين لم يظلموا على الاطلاق صاحب المزاد.

وتسائل لى، وهو الآن رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الوطنى لنواب الشعب الصينى، اكبر جهاز تشريعى فى البلاد، "حتى اذا تمكنت من تحقيق ثروة من خلال هذا المزاد، هل ستشعر بالارتياح وتستمتع بها؟ الن تشعر بتأنيب الضمير؟".

حاولت الصين مرارا اقناع كريستى بعدم اقامة مزاد على رأسى ارنب وفأر برونزيين يعودان الى عهد أسرة تشينغ (1644 - 1911) كان قد سرقتهما القوات الانجليزية - الفرنسية المتحالفة من القصر الصيفى القديم (يوانمينغيوان) خلال حرب الافيون الثانية فى عام 1860. ولكن هذه الجهود ذهبت هباء.

وقد اثار المزاد قلقا جماهيريا بالغا وغضبا بين الصينيين.

وذكر لى، الذى شغل منصب وزير خارجية الصين من عام 2003 حتى عام 2007، ان أحد الاسباب وراء رد الفعل الشديد هو ان المزاد اقيم فى فرنسا، وهى دولة ذات ثقافة عظيمة وموطن الكاتب العظيم فيكتور هوجو الذى كتب عن نهب قصر يوانمينغيوان فى احد اعماله.

كما قال الدبلوماسى المخضرم إن الصين تأمل فى اقامة علاقات ودية مع جميع البلدان فى العالم. وأضاف "ان الصين تحرص على علاقاتها الودية مع فرنسا".

تجدر الاشارة الى ان القطعتين الاثريتين بيعتا الاسبوع الماضى مقابل 14 مليون يورو (17.92 مليون دولار امريكى) لكل قطعة فى اطار قيام قاعة كريستى ببيع مجموعة لايف سان لوران وبيير بيرج فى القصر الكبير فى باريس.

وبعد المزاد، امرت سلطات التراث الثقافى الصينية باجراء عمليات تفتيش صارمة لجميع صادرات وواردات كريستى فى الصين.

وقام يوم الاثنين جامع مقتنيات اثرية صينى يدعى تساى مينغ تشاو بتعريف نفسه بأنه الشخص الذى فاز فى المزاد الذى اقيم على القطعتين الاثريتين. ولكنه ذكر فى مؤتمر صحفى انه لن يدفع ثمنهما.

وذكر تساى، وهو خبير جمع مقتنيات بالصندوق الوطنى الصينى للكنوز، انه يعتقد ان "اى صينى كان سيقوم بنفس العمل فى هذا الوقت" وانه كان يبذل جهدا لاداء مسؤولياته.

وحتى الآن، تمت اعادة خمسة من رؤوس الحيوانات البرونزية الـ 12 التى سرقت من يوانمينغيوان، فى حين لم يعرف بعد مكان الروؤس الخمسة الاخرى.

 

شبكة الصين / 4 مارس 2009 /