الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
عباس جواد كديمي: الاقتراب من كونفوشيوس... فيلسوف الصين الأول (صور)
كونفوشيوس
التواضع عند كونفوشيوس
التواضع هو صفة الحكماء، وهو معيار أساسي واضح لثقة المرء بنفسه. ومما لاشك فيه أن شخصية بأخلاق كونفوشيوس كانت مثالا للتواضع الجليل.
سأله أحد تلاميذه مرة عن رأيه في"فقير بلا تملق، وغني بلا تكبر" ، فأجابه المعلم الكبير: "هذا رائع، ولكن الأفضل أن يكون فقيرَ الحال، غنيَ العقل والقلب وأن يكون الغني بلا تكبر، محافظا على القيم والأخلاق." ونستزيد من صفات تواضعه بذكر الأمثلة التالية:
قال متحدثا عن نفسه: "أما الحكماء وذوو الأخلاق الفاضلة، فكيف أجرؤ عــلى ادعاء منزلتهم؟ وغاية ما يجوز أن يقال في شخصيتي هي أنني رجل يعمل جهده مـن غير ملل ليبلغ منزلتهم، ويعلّم غيره ذلك من غير كلل."
وله أيضا: "أ تظنون أن لي علماً؟ لم يكن لي علم ولكن كلما سـألني رجل، مهما كان، عن أمر، فإني أحدثه عنه من بدايته إلى نهايته، لا أخفي عــنه شيئاً."
وتحدث قائلا: "تظهر على الإنسان الفاضل ثلاث صفات، لم أتمكن من الوصول إليها، وهي المروءة التي لا يحزن معها، والحكمة التي لا يتحير معها، والشجاعة التي تساعده على نسيان الخوف." فعلق تلميذ من تلامذته على ذلك بالقول: "يا معلم، هذا وصفك لنفسك!"
إيمانه بالقضاء والقدر
الإيمان بالقضاء والقدر من صفات الحكماء والعقلاء الذين يتبعون طريق الحق المستقيم. وكان الفيلسوف الكبير لا يفضل الكلام عن أمور غيبية مثل الموت، والأرواح، وقد ورد عنه قوله: "إننا لا نستطيع فهم الحياة، فكيف نفهم الموت؟" وفي نفس المعنى قال ردا على سؤال عن الأرواح بعد الممات: "إنك لا تستطيع خدمة الأحياء، فكيف تستطيع خدمة الموتى؟" وهناك العديد من الأقوال للفيلسوف الكبير تؤكد إيمانه بالقضاء والقدر، نذكر منها:
قال: "إن انتشرت سُنّتي كان ذلك من القضاء والقدر، وإن ضاعت كان ذلك من القضاء والقدر، فما الذي نستطيع فعله مع القضاء والقدر؟"
وسُئِل أحد تلامذته ذات مرة: "هــل يوجد في سُنّة السلف الصالح الدعاء للمرضى؟ فقال: "موجود. فقد ورد في الأحاديث: دَعونا لك عند الملائكة في السماء والأرض. وقد قال المعلم كونفوشيوس: كان دعائي منذ زمن بعيد."
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |