الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
عباس جواد كديمي: الاقتراب من كونفوشيوس... فيلسوف الصين الأول (صور)
في يوم 28 سبتمبر عام 2010 أقيمت بمعبد كونفوشيوس في مدينة نانجينغ مراسيم إحياء ذكرى مرور 2561 على ميلاد كونفوشيوس.
الفضيلة لدى كونفوشيوس
تتركز الفلسفة الكونفوشية في جوهرها على الفضيلة والأخلاق الحسنة وحب الخير والتسامح والتبادل، أي أن يحب المرء لغيره ما يحبه لنفسه. وكان يوضح الصفات الحميدة لدى الإنسان بأقوال مباشرة أو بالإجابة على أسئلة تُطرح عليه، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
سُؤل ذات مرة عن صفات الرجل الكامل الخلق؟، فأجاب المعلم الكبير: "هو من يجعل الصواب قوام عملـه، ويفضله على الآداب، ويُظهِره بالتواضع، ويُتّمّه بالإخلاص، ومن كان هذا حاله فهو إنسان كامل الخُلُق."
وعندما سُؤل عن المؤدب قال: "إذا اتخذ المرء الأمانة والصدق مذهبا له، ولم يتردد عن تصحيح خطأه، ولم يصاحب من هم دونَه علما وفضلا، فهو مؤدب".
وأكد على أن :"كل إنسان فاضل هو متحدث مؤثر، ولكن ليس كل متحدث مؤثر هو شخص فاضل. وكل ذي مروءة إنسان شجاع، ولكن ليس كل شجــاع ذا مروءة."
وزاد على ذلك بالقول: "الإنسان الفاضل يكون هادئا غير متـــكبر، والشخص التافه متوتر متكبر".
ومن وصفِه للإنسان الفاضل: "الفاضل مؤانس غير مخادع. وناقص التربية مخادع لا مؤانس." وقال يصف ذوي الأخلاق الحسنة: "كامل الأخلاق يَسيرةٌ خدمته، لكن عسير رضاه، فإن حاولت أن ترضيه بغير الحق، لن يرضى. وإذا استخدم الناس، فإنه يكلف كل واحد منهم حسب قدراته. أما سيئ الخُلق، فعسيرة خدمته، لكن يسير إرضاؤه. فهو يرضى بغير الحق، وإذا استخدم الناس، حاول استغلالهم بالكامل."
ومما قاله حول الإنسان الكريم الأخلاق: "هو من إذا رأى الربح، يفكر في الحلال. ويضحي بنفسه إذا اقتــضى الكرمُ المخاطرة. ولا ينسى عهده مهما طالت المدة."
أهمية العلم عند كونفوشيوس
أولى الفيلسوف الكبير أهمية بالغة للعلم والاستزادة من المعارف، حتى أنه وصف نفسه قائلا: "منذ الخامسة عشرة من عمري، كرّست نفسي للتعلم، وواظبت عليه." ومن وصاياه في هذا المجال:
" تعلَّمْ كأنك لا تستطيع أن تُدرِك العلمَ، وكأنـك تخـشى أن يفوتك."
وقال واصفا عملية التعلم واحترام العلم: "كل متعلم يستحق الاحترام... فقد تؤتي جهودُه ثمارَها ويصبح مثقفا متميزا بالأخلاق الحسنة. ولكن إذا بلغ المرءُ الأربعين أو الخمسين من عمره ولم يشتهر بعلم من العلوم، فلا يستحق الاحترام."
وذات مرة، تحدث مع تلاميذه قائلا: "هل سمعتم عن ست كلمات وست نتائج؟، قالوا:لا. قال: أحدثكم عنها: إن السعي للمروءة دون السعي للتعلم تكون نتيجته الجهالة. والطموح للذكاء دون الطموح للتعلم تكون نتيجته اضطراب الفكر. والتعلق بالوفاء دون التعلق بالتعلم نتيجته عدم الاكتراث لعاقبة الأمور. والولوع بالصراحة دون الولوع بالتعلم نتيجته الخشونة. والتعلق بالشجاعة دون التعلق بالتعلم نتيجته العصيان. والاهتمام بالعزيمة دون الاهتمام بالتعلم نتيجته الغلوّ في السلوك."
وسأله أحد تلاميذه: إلى أي نوع من التعلم يجب أن يسعى إليه الإنسان؟ فقال: "أطلب العلم بالتوسع، ولتكن همّتك صــادقة، واستفسر عما يعنيك، وفكّر في أشياء قريبة منك، فإن في ذلك التعلم الصحيح." وهذا يعني ألا يتجاوز المرء حدود تفكيره إلى أشياء معقدة فارغة لا طائل منها.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |