الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
عباس جواد كديمي: الاقتراب من كونفوشيوس... فيلسوف الصين الأول (صور)
نشر الكونفوشية في كل العالم
السياسة والحكم الرشيد في أقوال كونفوشيوس
كان الفيلسوف العظيم يؤكد على أن السياسة تبدأ من أصغر وحدة بالمجتمع، ألا وهي البيت والعائلة. فإذا ساس المرء أمور عائلته بالأخلاق الفاضلة، ساهم بنشر الفضيلة في عموم المجتمع، وردا على سؤال: "لماذا لا تعمل بالسياسة؟" قال: "ليست السياسة العمل في الوظائف الحكومية فقط. أن تبرّ والديك، وتعامل أهلك بالحسنى، هذا نوع من السياسة". ونقتطف هنا بعضا من أقواله حول هذا الموضوع:
سُئل عن السياسة فقال: "السياسة هي أن يكون الأمير أميرا، والوزير وزيرا، والأب أبا والابن ابنا." يعني أن يؤدي كل فرد عمله بجدية وإخلاص.
ووصف السياسة بالقول: "إنها الإصلاح، فإذا جعل الحاكم نفسه أسوة حسنة لرعيته، فلن يجرؤ أحد على الفساد."
وحادثه أحد الأمراء طالبا منه النصيحة للحكم الصالح، قائلا: "هل ترى أن أقتل الفاسدين فيلتزم غيرهم الصلاح؟". فأجابه كونفوشيوس: "ما الذي يدفع سياسـتك إلى القتل؟ إذا شئت الصلاح أصبح الناس صالحين، لأن أخلاق الرؤساء كالريــح وأخلاق المرءوسين كالعشب، وإلى أي جهة هبّت الريح مال العشب إلى تلـك الجهة."
سأله تلميذه تشانغ تسه قائلا: "كيف يطبق المسئول الحكم الرشيد؟" أجابه المعلم: "إذا اهتم بخمس حسنات، وابتعد عن أربع سيئات فقد طبق الحكم الرشيد. فسأله تلميذه عن الحسنات الخمس، فقال المعلم: "هي أن يجود على الرعية من غير إنفاق، ويكلــفهم الأعمال من غير ظلم، ويكسب ما يرغب فيه من غير طمع، ويكون هادئا مـن غير تكبر، ومهيبا من غير قسوة. فسأله التلميذ مرة أخرى: "ما معنى الجـود على الرعية من غير إنفاق؟" قال الأستاذ: "إذا يسّر للرعية طريق الانتفاع بما عندهم من المنافع، ألا يعتبر ذلك جودا من غير إنفاق؟ وإذا اختار ما يناسبهم مــن الأعمال وكلفهم بها، فمن يتظلم منه؟ وإذا رغب في المروءة واكتسبها فأين الطمع؟ إن عامل الناس بالاحترام جماعات كانوا أو أفرادا، صغارا كانوا أو كباراً، أ فليس بهادئ من غير تكبر؟ وإذا لبس ثيابا وعمامة حسنة، وظهرت عليه الرزانة، فنظر إلـيه الناس بعين المهابة، ألا يعتبر مهيبا من غير قسوة؟" وسأله التلميذ تشانغ تسه عن السيئات الأربع، فأجاب المعلم: "إذا ظلم رعاياه من دون أن يربيهم سُمّـي عنـيفا، وإذا طالبهم بإتمام عمل مفاجئ دون سابق تبليغ، سُمّي جائرا، وإذا أصــدر أوامره على مهل، ثم ألحّ في تنفيذها على عجل، سُمّي سيئا، وإذا كان مُقترا عند دفع الرواتب أو المكافآت للناس سُمّي بخيلا."
وعن تعامل الحاكم مع الرعية قال: "إذا سعى الحاكم لقيادة الرعية بالفضائل والآداب، ستكون صالحة تستحي من ارتكاب الجرائم. وإذا قادها بالأحكام وحاول إصلاحها بالعقوبـــات، سيكون كمن يحاول التخلص منها وهي غير مُستَحية من ارتكاب الجرائم."
ويصف أحد ملوك الصين قائلا: "ما عرفت في الملك (يو) من سوء، فقد كان يتناول من الطعام والشراب الشيء البسيط، ويقدم أفخر ما يستطيع قربانا للآلهة والأرواح.
وكـانت ثيابه رثة، لكنه يرتدي أفضل ما لديه عند حضور الشعائر والطقوس. وكان يسكن في بيت متواضع، لكنه يبذل قصارى جهده في حفر الترع والخـنادق."
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |