الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
ثقافة المائدة عند الصينيين والعرب.. من "أكرم الضيف" إلى "أطعم الفم"-1 (صور)
وإذا كان يُعتقد أن المصريين القدماء هم أول من اكتشفوا الملح واستخدموه في حفظ الطعام، وبخاصة الزيتون، كما استخدموه في الطب وفي التحنيط، فإن الصينيين لهم قصب السبق في استخدام التوابل، حيث لم يكن مفهوم تتبيل الطعام موجودا في عصور ما قبل التاريخ في الصين. وتشير كتابات صينية قديمة إلى أن الصينيين في زمن أسرة شانغ كانوا يستخدمون أنواعا معينة من البُهارات. وعندما كان إمبراطور أسرة تشو يقدم القرابين أو يقيم مناسبات كبيرة لضيوف على درجة عالية من الأهمية، كان عدد أنواع الصلصة المتبلة على المائدة يصل إلى مائة وعشرين نوعا. ولا عجب في هذا، فالصين بها أكثر من خمسمائة نوع من البهارات، وتضاف الصلصة لكل الأطعمة الصينية تقريبا، وحتى اليوم عندما تدخل مطعما صينيا تجد على كل مائدة قنينة صلصة، وأخرى بها الخل الأحمر.
وقد كان لدى المصريين والصينيين قديما كثرة وتنوع من الأطعمة، ففي مصر، وبفضل وفرة ماء نيلها وخصوبة تربتها برع المصريون في الزراعة ووفر لهم النيل الأسماك والطيور البرية، بينما استأنسوا الدواب من أجل الحصول على لحومها. وكانت وجبات المصريين القدماء في العادة مصحوبة بمشروب من الجعة التي تصنع من الشعير، ولكن الأثرياء كانوا يتناولون النبيذ مع الطعام. وكان الطعام، ومازال، يمثل جانبا بالغ الأهمية في المهرجانات وغيرها من احتفالات العرب.
واعتبارا من عصر ما قبل الأسرات، كان الخبز المصنوع من حبوب الغلال هو الطعام الأساسي للمصريين. وكان الطحين يخلط بالخميرة والملح والتوابل والحليب؛ وأحيانا بالزبد والبيض. وكان الخليط يعجن باليدين، في أوعية ضخمة. وكان الخبز في النهاية يسوى على شكل أقراص، ثم كان يوضع فيما بعد داخل قوالب بأشكال مختلفة؛ أو يشكل يدويا كملفوف دائري أو طويل، أو في هيئة أشكال للأغراض الاحتفالية. وكانت الأرغفة السميكة تجوف أحيانا وتملأ بالفول أو الخضراوات. وكان الخبز المسطح يصنع بحواف لكي يحتوي على البيض أو غير ذلك من أنواع الحشو. كما كان الخبز يحلى أيضا بالعسل والتمر والفاكهة.
أما الفلافل، أو الطعمية، فهي طعام عرفه قدماء المصريين ومن بعدهم استمر أقباط مصر في صنعها بعد دخول المسيحية، ثم بعد الفتح الإسلامي استمرت بين المسيحيين والمسلمين كطعام شعبي أصيل ورخيص ومغذ. ثم انتقلت الفلافل إلى سورية وفلسطين قبل أربعة آلاف سنة وأُدخل الحمص كبديل للفول في إعدادها.
وإذا كان الذين يكتبون عن الأطعمة في الصين الحديثة يؤكدون دائما على أن الصينيين يأكلون كل ما يقف على أربع إلا طاولة الطعام، وكل ما يطير في السماء إلا الطائرة، وكل ما في البحر إلا السفينة، فالحقيقة هي أن الطعام في الصين متنوع بشكل لا مثيل له في أي مجتمع آخر، وفي أسواق الخضار واللحوم والدواجن الصينية ترى أنواعا من الخضراوات ربما لا تؤكل في مكان آخر غير الصين.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |