الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

تجارة "الحلال" على الطريقة الصينية (صور)


وداعا للفقر

فتحت "تجارة الحلال" آفاقا جديدة أمام الصين للتعامل مع المسلمين في الداخل لإخراجهم من حالة الفقر الذي كان يحاصرهم في الماضي، وفي الخارج لدفعهم إلى الاستثمار والتواجد على أرضها كرجال أعمال وسائحين لفترات طويلة. فالصين التي بلغت قيمة تجارتها ڧي الأسواق التجارية الأجنبية حوالي 1ر2 تريليون دولار أمريكي حققت، كما يقول نائب رئيس معهد بحوث التعاون التجاري والاقتصادي الدولي التابع لوزارة التجارة الصينية لي يو شي، معدّل نموّ يصل إلى أكثر من ٢٠٪ خلال الربع الأول من هذا العام. وكانت وزارة التجارة الصينية تخطّط لتحقيق نموّ ڧي التجارة الخارجية بنسبة 10% سنوياً، ڧي الفترة من عام ٢٠٠٥ إلى ٢٠١٠، ڧي حين يتوقّع معهد البحوث أن تتراوح نسبة النموّ بين ١٠% إلى ١٥%. وذكر صندوق النقد الدولي في آخر تقرير له، في مايو 2010 عن توقعات الاقتصاد العالمي، أن يكون إجمالي الناتج المحلى للصين 10% في عامي 2010 و2011، ومتجاوزا المعدل الذي تهدف إليه الحكومة الصينية وهو 8%. إن الصين التي لا تترك فرصة استثمار إلا والتقطتها، حولت بيع "الحلال" إلى تجارة ضخمة لا تستفيد منها بطون المسلمين والعرب فحسب بل تغرى قلوبهم وأهوائهم وتفتح شهيتهم لمزيد من التقارب مع التنين العملاق. الأمر الملفت أن بعض المدن الصينية، لاسيما المطلة على طريق الحرير البحري، شهدت افتتاح بعض المطاعم العربية التي تقدم المأكولات الشرقية والإسلامية التي يطهوها بعض المغتربين العرب خاصة من اليمن ومصر ولبنان أو من المتزوجين من صينيات ويقيمون بتلك المناطق بصفة دائمة. أصبحت هذه المطاعم مزارا لبعض الجاليات العربية ونقطة اتصال بين المسلمين في الصين، وإن اقتصر نشاطها على البيع في مناطق محددة دون التوسع في هذه النوعية من التجارة مثل سلاسل المطاعم الصينية والأجنبية الشهيرة. بعض هؤلاء يفتقد القدرة على التواصل مع الشركات في المنطقة العربية لغياب الروابط بين المستثمرين في الصين وكيانات رجال الأعمال في الدول الإسلامية التي يمكنها، إذا تواجدت بفاعلية، أن تحول هذه الأنشطة إلى مصدر جيد للتجارة مع الصين باعتبارها أكبر سوق مستهلك ومُصَدِر لكل شيء في العالم، وبالطبع المأكولات الشهية المنتجة على الطريقة الإسلامية.

 

(العدد 8، 2010، مجلة الصين اليوم)

 



     1   2   3   4  




تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :