تجارة "الحلال" على الطريقة الصينية (صور)

شراكة إسلامية صينية

تستهدف الصين من ذلك تحقيق المزيد من التقارب مع المجتمع العربي الذي أصبح خامس شريك تجاري لها، فكثير من الدول الإسلامية التي تضم نحو مليار وثلاثمائة مليون نسمة تقع بالقرب من الصين، بما يخلق أجواء من الاحترام والتفاهم بين الصين والدول الإسلامية. لقد تحولت "تجارة الحلال" إلى فرصة أمام المسلمين لفتح محلاتهم في المناطق الشعبية في عشرات المدن بالصين، ومع توسع الأنشطة التجارية للمسلمين من كبار الشخصيات وأصحاب الشركات الكبرى التي دخلت أنشطة صناعة السفن والبتروكيماويات والأدوية والنسيج في المناطق الحرة بالصين، بدأت بعض سلاسل الفنادق العالمية توفر لنزلائها أطعمة تعد وفقا للشريعة الإسلامية. وتذكر السيدة آليس شي أونغ، مديرة مبيعات مجموعة فنادق رافيلز الفخمة فئة السبع نجوم في مدينة تيانجين، أن خدمات مجموعتها السنغافورية الأصل التي تمتلك أفضل فنادق في باريس ولندن وبعض العواصم الكبرى، تسعى إلى إرضاء العملاء من المسلمين. وبعد أن صنعت للوفد العربي في المنتدى الصيني - العربي الذي عقد بالمدينة في بداية شهر مايو الماضي "الفلافل" المصرية واللحوم الحلال، طلبت معرفة كل ما يفضله العرب والمسلمون من وجبات كي تعلم العاملين في إداراتها على تحضيرها وأعدادها بطريقة مثالي. يقيم نحو مائتي ألف مسلم داخل تيانجين، منهم أصحاب مشروعات كبيرة وصغيرة تشكل نواة جيدة للتعاون الاستراتيجي بين الصين والعرب في الصناعات الهندسية والبتروكيماويات والسيارات. قال شياو هو يان، عضو مجلس نواب الشعب بمدينة تيانجين التي يقطنها نحو 12 مليون نسمة، إن استثمارات العرب في تيانجين بلغت العام الماضي مليارين وسبعمائة مليون دولار أمريكي. وأكد أن زيادة الاستثمارات ساعدت تيانجين في تجاوز تداعيات الأزمة المالية العالمية التي مر بها العالم في العامين الماضيين. وأضاف: "بكل سلاسة، حققت تيانجين نموا بنسبة 16%، وزاد الدخل العام لها بنسبة 21% في السنة الماضية. وتشهد المدينة حاليا بناء أكبر مشروع بين شركة نفط في الصين والسعودية وهناك العديد من الدوائر الحكومية في تيانجين تتعاون في مشروعات كبرى مع مصر وعمان والسودان وقطر والبحرين، ويزداد حجم التعاون بين تيانجين والدول العربية بنسبة 40% سنويا خلال الفترة الأخيرة."

ويتوقع شو جين، المسئول عن منتدى دافوس الذي سيعقد في تيانجين في الفترة من 13 إلى 15سبتمبر المقبل أن يزداد التعاون بين تيانجين والدول العربية خلال المرحلة المقبلة خاصة في مشروعات بناء السفن وتكرير النفط والإلكترونيات والأدوية والمواد الجديدة والمنسوجات والصناعات العسكرية والمنتجات الخفيفة.