الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
تجارة "الحلال" على الطريقة الصينية (صور)
الأكلات الشهية تجمع المسلمين والعرب على طاولة الأعمال
الفنادق والمطاعم تتسابق على تقديم الوجبات الشرقية ومعرفة أذواق المسلمين
بكين: عادل صبري
عرفت المدن الصينية الكبرى منذ سنوات قليلة رواجا واسعا للحوم المذبوحة والمنتجات المصنوعة على الطريقة الإسلامية أو ما يعرف بمأكولات "الحلال" التي نمت تجارتها في العديد من العواصم الأوربية والغربية التي توجد بها تجمعات كبيرة من المسلمين. ورغم قلة عدد المسلمين في الصين، فإن هذا البلد الذي يتجاوز عدد سكانه مليارا وثلاثمائة مليون نسمة فتح أفاقا واسعة لما يعرف بين رجال الأعمال بـ"تجارة الحلال". وراجت تجربة المأكولات الإسلامية مع إطلاق السلطات الصينية حرية التملك والحركة للأفراد، طالما تتوافر فرص العمل والإقامة بالمناطق التي يرتحلون إليها والتي تكون عادة في المناطق الشرقية من البلاد الأكثر تطورا وتحقق فرص عمل ودخل وفيرين. وبينما تسكن أقليات مسلمة في بكين وأخرى في شانغهاي وتيانجين في الشرق وقوانغتشو في الجنوب، فإن غالبية المسلمين مازالوا يقيمون في المناطق الشمالية الغربية المشهورة بالرعي والزراعة. انتعشت "تجارة الحلال" بعد تطبيق الحكومة الصينية مبدأ الإصلاح الاقتصادي وتحرر الأسواق، ومع رغبة تجمعات المسلمين في الحصول على وجباتهم اليومية على الطريقة الإسلامية، بدلا من المأكولات التي كانت تباع للجميع في المستودعات والحوانيت العامة. فالصينيون الذين يعيشون حياة أكثر رفاهية الآن، يتندرون بأنهم "يأكلون كل شيء يسير على الأرض وفي الجو والبحر" لا تردعهم إلا التقاليد الموروثة، التي تسمح لبعض القوميات بتناول أكل الكلاب بشهية مفتوحة. وساهم وجود بعض التجار الصينيين المسلمين في نشر تجارة الحلال، التي حققت مصدرا جيدا للدخل، في المناطق الغربية التي لا يتجاوز متوسط الفرد فيها نحو دولارين يوميا. توجد 10382 مؤسسة متخصصة في إنتاج وبيع الأغذية الإسلامية ومستلزمات المسلمين في منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي، منها 8018 مؤسسة للأغذية الإسلامية و2364 مؤسسة لمستلزمات المسلمين، تلعب دورا مهما في الوفاء بطلبات المواطنين من مختلف القوميات على المنتجات الإسلامية. تبلغ مساحة المنطقة، التي تعتبر أكبر منطقة تجمع لأبناء قومية هوى المسلمة، 66 ألف كيلومتر مربع، ويقطنها 25ر6 مليون نسمة، منهم 2ر2 مليون مسلم من أبناء قومية هوى ذوي الأصول العربية والفارسية، الذين قدم أجدادهم إلى الصين للتجارة أو الدعوة، عبر طريق الحرير قبل مئات السنين. وقد أصدرت حكومة المنطقة لائحة لإدارة سلامة الأغذية الإسلامية في عام 2002 لتنمية هذا القطاع وحماية مصالح وحقوق المسلمين. وتشارك المنطقة في ترويج منتجاتها الإسلامية بالخارج عن طريق التعاون مع الدول الإسلامية والمشاركة في "المعرض الخليجي للأغذية " و"المعرض الإيراني التجاري".
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |