الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط    أ أ أ

الفنان المصري رامز جلال: رحلتي في أغرب جولة حول العالم (صور)


في شانغهاي

مر اليوم الأول علينا في غاية الصعوبة فالوقت كان في شهر يونيو والجو حار خانق وإدارة القناة في القاهرة تطلب منا إنجاز حلقة أو اثنتين في الصين والعودة على وجه السرعة كي نتمكن من عمل "المونتاج" للحلقات التي صورناها في شانغهاي و الدول الأخرى بعد أن اقترب موعد عرض البرنامج والإعلان عنه رسميا في القناة، وبدأ ترقب الناس له. وسط هذه الضغوط العصيبة، تفتق ذهني عن خلق وسيلة للتفاهم مع المحيطين بي من الفنيين والناس وكانت المفاجأة عظيمة. فقد طلبت من أفراد الطاقم المصري أن يستخدموا أقدم لغة في التعامل بين البشر وهي لغة الإشارة والتعبير بالوجه. وقد استفدت بما تعلمته من فنون التمثيل للتعبير بصدق عن ذلك. فالبسمة في كل الوجوه على الكرة الأرضية تعبر عن الفرحة والمودة وحب التخاطب مع الآخرين، و"تكشيرة الوجه" تعبر عن الغضب والإشارة إلى الشيئ تدل على طلبه أو الرغبة في الابتعاد عنه فلماذا لا نتعامل مع أخوة لنا في الإنسانية بلغة الإشارة التي تدل على وحدة عنصرنا وقدرتنا على التواصل مهما تعددت اللغات. المدهش في الأمر أن التعامل بلغة الإشارة خلق حوارا موسعا بين المصريين والصينين وأبدعت مواقف وطرائف في منتهى اللطف، مما جعلنا نطلب من إدارة القناة زيادة الوقت المخصص لنا في الصين لتصوير المزيد من حلقات.

على مدار أسبوع كامل أقمنا خلاله في شانغهاي تمكنا من تصوير خمس حلقات عرضت في رمضان الماضي على قناة الحياة في وقت الذروة المسائية وحصلت على سمعة كأفضل البرامج الرمضانية فأعيد عرضها بعد ذلك بناء على طلب الجمهور وشركات الإعلانات، التي أعادت تكاليف البرنامج خلال فترة عرضه الأول. نظمنا الحلقة الأولى عن مصارعة "السومو" التي جريت بيني وبين لاعب صيني لا يقل وزنه عن 250 كيلوجراما بينما وزني لا يتعدي السبعين. لم يكن اللاعب الصيني يعرف شيئا من الانجليزية ولا الجمهور الذي جاء لمشاهدة هذه الحلقة من المناطق المحيطة بمكان التصوير. طرافة اللقاء أننا تعاملنا بالإشارة وكنت أريد إظهار قدرتي بالفوز عليه في وقت كان يستطيع أن يفترسني من الضربة الأولى. واحتلت على اللاعب بإضحاكه على حركاتي وأوقعته أرضا أمام الكاميرا والجمهور، ثم جعلته يجري ورائي كما الأسد عندما يطارد الغزال، فإذا بالمشهد يأتي في غاية الظرف ويثير الضحك في نفوس الحاضرين والجمهور الذي شاهدنا على الفضائيات. وحرصت في شانغهاي على أن أٌعرف الناس على التطور الكبير الذي تشهده الصين، فصورت حلقة خاصة عن مسابقات السيارات" الفورميلا 1" التي تنظمها المدينة مع كبريات الشركات الأوربية والعالمية. وتجولت بالكاميرات في المكان وارتديت زي السائقين المحترفين وركبت سيارات السباق فائقة السرعة، والتي كنت أتمنى أن أكون أحد قائديها لتناسبها مع ميولي وحبي للمغامرة، فإذ بطاقم التصوير يسيطر عليه الرعب فزعا من تصرفاتي وخوفا من الجو الحار الذي يعمل فيه لدرجة أن أحذيتهم كانت تلتصق بالأرض أثناء العمل.



     1   2   3   4   5    




تعليق
مجموع التعليقات : 0
مجهول الاسم :