الفنان المصري رامز جلال: رحلتي في أغرب جولة حول العالم (صور)

في مبارة "سومو" مع مصارع صيني

في الحقيقة جرأة اتخاذ القرار كانت أقوى من جرأة الفكرة المجنونة ومنفذيها، فقد وافقت القناة على البرنامج مهما كانت التكاليف والصعاب، وبدأنا رحلة برنامج "رامز حول العالم" بعد اجتماع واحد للجنة العمل التي ضمت رئيس القناة والمنتج والمخرج حسن عبيد وبعض الفنيين. اتفقنا في البداية أن تكون الرحلة حول مكان ليكون هو بطل العمل، والناس هم أفضل ما فيه وهنا شعرنا أن الأموال والإمكانات لن تكون العائق الوحيد في هذه الرحلة الشاقة. فعندما طرحنا أن تكون الزيارات الأولي للبرنامج إلى إنجلترا وجنوب أفريقيا وتايلاند لم تكن هناك مشكلة على الإطلاق فاللغة التي نتعامل بها مع هذه المجتمعات هي الإنجليزية التي اشترطنا أن يكون طاقم العمل يجيدها أو على دراية بها على الأقل، وحينما وضعنا الصين على قائمة البلدان التي سنصور فيها البرنامج ووضعنا أيدينا على قلوبنا. فدول مثل إنجلترا وجنوب أفريقيا وتايلاند توجد بها شركات لتسويق الخدمات الإعلامية تتولى تجهيز كل شيء لمنتجي البرامج، ابتداء من حجز تذاكر السفر والفنادق وأماكن التصوير إلى توفير المجموعات البشرية التي يحتاجها الموقف الدرامي أو الفكاهي الذي نسعى إلى تحقيقه على الواقع، أما الصين فلا توجد بها هذه التسهيلات بسهولة.

بعد انتهائنا من تصوير عدة حلقات من البرنامج في الدول الثلاث توجهنا إلى الصين وقلوبنا ترتعد، فقد فوجئنا بأن الصين ليست عملاقا جغرافيا فحسب بل دولة ضخمة في كل شئ. شاهدنا مباني شاهقة في شانغهاي لم نرها في أي دولة غربية حتى نيويورك، وشوارع طويلة وبشرا بأعداد لا تحصى ولا تعد، وسيارات فارهة وشبابا يرتدي أحدث موضة ومجتمعات شديدة الإغراق في التاريخ. لم تكن الصين تلك الدولة التي قرأنا عنها القليل من المعلومات التاريخية والجغرافية، بل كائن حي كبير يتغير بسرعة مذهلة ومتمسك بتراثه لأبعد الحدود. التقطنا أنفاسنا عندما تعاملنا مع المحيطين بنا في المطار والفنادق باللغة الانجليزية التي وجدنا استعمالها منتشرا في شانغهاي باعتبارها مدينة صناعية وتجارية تنتمي إلى عصر العولمة الحديثة، ولكن عندما بدأنا في التعامل مع المكتب الفني المكلف بتسهيل اجراءات العمل لنا في الصين فوجئنا بأن هذه النوعية من العاملين تكاد تتحدث ببعض الكلمات الإنجليزية بلكنة صينية، وأن من نحتاجهم من الناس الآخرين لا يعرفون لغة أخرى غير الصينية في وقت لا يوجد بيننا من يعرف أية كلمة صينية على الإطلاق.