الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
النص الكامل لخطاب رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو في جامعة الدول العربية
وترغب الصين في تطوير التبادل الثقافي والتعاون مع الدول العربية. وتعتبر المنطقة العربية نقطة التقاء الحضارات القديمة، حيث تتجسد ثقافتها المتنوعة فى الأدب والفن الرائع والموسيقى والرقص الجميل والطعام واللباس الفريد والاعمال الحرفية الممتازة. وتشجع الحكومة الصينية على تنمية التبادل التعليمي والثقافي والسياحي وغيرها من التبادلات مع الدول العربية. وسنشجع المزيد من الشباب على الدراسة في الدول العربية ونرحب من ناحية أخرى بالشباب من الدول العربية للمجىء إلى الصين بهدف الدراسة أو الزيارة. وسيساعد التبادل الثقافي على تعميق الفهم المتبادل لتاريخنا وأوضاعنا الراهنة وتقوية أواصر الصداقة وبناء تأييد عام قوى للعلاقات الودية بين الجانبين.
وعلى مدار نصف القرن الماضي واكثر، كانت الجامعة العربية تساهم في تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء والدفاع عن استقلالها وسيادتها. ونأمل ان تلعب الجامعة العربية دورا أكبر في المجتمع الدولي، خاصة في دفع السلام والتنمية في الشرق الأوسط.
السيدات والسادة،
قد تكونوا مهتمين بتنمية الصين. واسمحوا لي أن أقول في هذا الصدد اننا حققنا تنمية اقتصادية واجتماعية ملحوظة منذ تأسيس الصين الجديدة قبل 60 عام، وخاصة خلال ال30 سنة الأخيرة منذ تطبيق سياسة الاصلاح والانفتاح . وفي نفس الوقت ندرك تماما ان الصين لا تزال دولة نامية. ومع ان الناتج المحلي الاجمالي لنا كبير نسبيا، ولكن نصيب الفرد ضئيل جدا، حيث أثرت الأزمة الاقتصادية الدولية علي اقتصاد الصين. ورغم ان هدف تحقيق نمو بنسبة 8% لعام 2009 بات فى المتناول بفضل جهودنا، الا ان الاساس لانتعاش شامل لم يتم ارساؤه بعد. وما زلنا نواجه كثيرا من الصعوبات والضغوط في سياق التحديث، الامر الذي يتطلب منا مواصلة سياسة الاصلاح والانفتاح والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، بالاضافة إلي تحقيق التوازن بين التنمية والاصلاح والاستقرار. كما نضع اعادة توحيد البلاد ووحدة الأعراق واستقرار المجتمع على رأس اجندتنا، وإلا فلن ننجز شيئا. وأعتقد ان هذا المنطق مقبول في كل دول العالم.
وان زيارتي هذه إلي مصر تهدف الى تعزيز الحوار بين الثقافات ودفع توثيق الصداقة وتعميق التعاون. وان الصداقة والتعاون بين الصين ومصر مثال جيد لاحترام تنوع الثقافات ونموذج طيب لعلاقات الدول النامية وتعاون الجنوب-الجنوب. ولن ننس ان مصر كانت أول دولة عربية وافريقية تقيم العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية، وأيضا أول دولة دخلت فى علاقات استراتيجية وتعاونية مع الصين. وان بلدينا يحرصان دوما علي علاقات ودية، حيث يقومان بتوسيع تعاونهما بشكل مطرد وينسقان ويدعمان بعضهما فى القضايا الاستراتيجية المتعلقة بالسلام والتنمية. وحقق التعاون الاستراتيجى بين الصين ومصر انجازات مثمرة ومصالح ملموسة لشعبى البلدين. وستدعم الصين مصر في لعب دور اهم في الشؤون الاقليمية والدولية.
وان الشعب الصيني يقدر الصداقة ويفى بوعده. فالصين والدول العربية كانوا أصدقاء فى الماضي وهم أصدقاء اليوم، وسيظلون أصدقاء إلي الأبد بغض النظر عن الكيفية التي سيتغير بها المشهد الدولي، وسيكون الشعب الصيني دوما بمثابة الاخ الموثوق به للشعب العربى. فدعونا نعمل سويا لبناء عالم متناغم ينعم بالسلام الدائم والرفاهية المشتركة.
وشكرا لكم.
شبكة الصين / 8 نوفمبر 2009 /
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |