الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
النص الكامل لخطاب رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو في جامعة الدول العربية
ويمكن ان تختلف الحضارات، غير انه ليست هناك حضارة متفوقة على غيرها. وتجسد كل حضارة الرؤية المشتركة والتطلعات المشتركة للبشرية والتى تشكلت في سياق التنمية والتقدم. وتؤيد الحضارة الصينية منذ فترة طويلة الأفكار العظيمة التي تقول إن "التناغم هو أثمن شىء" و "السعي إلى تحقيق التناغم في التنوع " و "لا تفعل بالآخرين ما لا تحب ان يفعله الآخرون بك". وتقدر ايضا الحضارة الاسلامية السلام وتدعو إلى التسامح. ويشمل القرآن أكثر من مائة اشارة إلى السلام. لذا يجب ان نبني التوافق في الآراء ونسعى إلى التناغم في عالم متنوع وندفع التنمية قدما من خلال التبادلات. هذا هو النهج الذي ينبغي ان تحتضنه البشرية جمعاء لدفع عجلة الحضارة.
ولدى الحديث عن احترام تنوع الحضارات، يجب ان ندرك بأن تنوع الحضارات ينعكس إلى حد كبير في التنوع العرقي والديني. وتعد الصين دولة متعددة الاعراق ومتعددة الديانات، حيث تضم الصين 56 قومية. وقد تعايشت الطاوية الموجودة اصلا منذ فترة طويلة في تناغم مع البوذية والاسلام والمسيحية، وهى الأديان التى أتت من الخارج. وإن السياسة الأساسية للحكومة الصينية تتمثل فى تنفيذ نظام الحكم الذاتي الاقليمي العرقى وتحسينه، وضمان المساواة بين جميع القوميات والاسراع في التنمية الاقتصادية والاجتماعية . ومن سياستنا ايضا ضمان حرية المعتقد الديني وجعل الشخصيات الدينية ومعتنقى الاديان يلعبون دورا ايجابيا في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية .
وفي الصين، هناك أكثر من 20 مليون شخص من عشر قوميات يعتنقون الاسلام . وهم جميعا أعضاء مهمون فى الأسرة الكبيرة للامة الصينية، ويحظى معتقدهم الديني وتقليدهم الثقافي واسلوب حياتهم بالاحترام الكامل. وهناك أكثر من 35 ألف مسجد في المدن والريف عبر الصين. ويمكنكم ان تجدوا مطاعم المسلمين في اي مدينة صينية. وفي حاضرة دولية مثل شانغهاي، هناك تشريعات محلية تضمن توريد اطعمة اسلامية. وستجدون ايضا في المصانع والمدارس والمكاتب الحكومية في الصين، ان هناك مطبخا اسلاميا متاحا حيثما كان هناك مسلمون. واذا حضرتم تجمعا مع اصدقاء، سيختار الحاضرون الحصول على الطعام الاسلامي حتى لو كان واحد منهم فقط مسلما. واتخذت الحكومة الصينية سلسلة من السياسات لدعم التنمية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية لجماعات الاقليات العرقية ومناطقهم. وتعيش الجماعات العرقية التي تعتنق الاسلام في وئام مع القوميات الأخرى ويعززون معا التنمية الوطنية والتقدم الاجتماعي .
سيداتي وسادتي،
ومنذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية، تتبادل الصين والدول العربية دوما التعاطف والدعم. وفي الخمسينات من القرن العشرين، تغلب عدد من الدول العربية على التدخلات المختلفة واتخذت القرار الشجاع لاقامة العلاقات الدبلوماسية مع الصين. وفي السبعينات من القرن العشرين، قدمت الدول العربية والدول النامية الصديقة الأخرى دعما وبذلت جهودا حثيثة لمساعدة الصين الجديدة فى استعادة مقعدها الشرعى في الامم المتحدة. ومن جانبنا، اظهرت الحكومة الصينية وشعبها تفهمها الكامل للقضية العادلة للدول العربية فى اطار سعيها إلى الحقوق الوطنية المشروعة وتطلعاتها من اجل التنمية. وقدمنا لكم الدعم السياسي والمعنوي وقدمنا المساعدة في حدود قدراتنا. وضحى الكثير من المهندسين الصينيين والعمال في مجال البناء بحياتهم الثمينة من أجل تنمية الدول العربية وكانوا يوارون الثرى في الاراضي العربية.
يمثل القرن الـ21 قرن العولمة الاقتصادية، ويتميز بالتقدم العظيم لمختلف الحضارات. وتتحمل الصين التي يبلغ عدد سكانها 1.3 مليار نسمة، والعالم العربي الذي يصل عدد سكانه الى مئات الملايين ، تبعة المهمة المقدسة المتمثلة فى تجديد حضاراتنا التي تعود إلى قرون مضت. وبالنظر إلى الـ200 عاما الماضية، فإننا قد أضعنا الكثير من الفرص. ولدينا مائة سبب، بل وحتى الف سبب لتقوية التعاون وتسريع التنمية بنشاط وحيوية حتى يمكننا مواكبة تغير الزمن. كما انه ليس لدينا أي سبب لنرتبك او نتردد. ويجب على جميع القادة السياسيين الذين يشعرون بمسؤوليتهم إزاء بلادهم وشعوبهم وجميع رجال الأعمال وأعضاء المجتمع الذين يتبنون القيم العظيمة والتطلعات الكبيرة أن يكونوا على وعى كبير بالمسؤولية التي فرضها التاريخ عليهم. ومن ثم يجب ان نتكاتف معا لنصل بالتعاون الودي بين الصين والدول العربية إلى مستوى جديد!
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |