الصفحة الأولى | اطبع | أرسل لصديق | أضف إلى المفضلة | اتصل بنا | حجم الخط أ أ أ |
النص الكامل لخطاب رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو في جامعة الدول العربية
وتلتزم الصين بتعميق الثقة السياسية وتقوية التعاون الاستراتيجي مع الدول العربية. ويشهد عالم اليوم تغيرات كبيرة وتعديلات رئيسية وتنمية كبيرة، بينما يمر الهيكل السياسي والاقتصادى الدولى بتغيرات عميقة، حيث ترتفع مكانة ونفوذ الدول النامية التي تضم الدول العربية. وعلى ضوء هذه الخلفية، فإن ترسيخ الثقة السياسية وتكثيف التعاون الاستراتيجي يخدم مصالح الجانبين الأساسية. وإن تأسيس وتطوير منتدى التعاون الصيني - العربي قد فتح آفاقا واسعة لحوار جماعي وتنسيق قوي بين الجانبين. ولذا علينا أن ندعم السلام والاستقرار ونسعى لفض النزاعات الدولية والصراعات الاقليمية من خلال الحوار والتشاور ونعارض في نفس الوقت جميع أشكال الإرهاب والاتجاهات الانفصالية والتطرف علاوة على رفض ربط الإرهاب بأي جماعة عرقية محددة أو دين بعينه. وينبغي أن نعمل معا على بناء بيئة آمنة وسلمية دولية. وان الصين على استعداد للارتقاء بالتعاون مع الدول العربية لمواجهة التحديات العالمية بما في ذلك التغيرات المناخية والطاقة والتهديدات الأمنية غير التقليدية بالإضافة إلى دعم تحقيق أهداف الألفية للتنمية التي طالبت بها الأمم المتحدة. وينبغي أن نواصل دعمنا وتعاوننا مع بعضنا في الشؤون الدولية والاقليمية الرئيسية، ونعمل سويا لصيانة مصالح الدول النامية، سعيا لبناء نظام دولي جديد يتسم بالعدل والعقلانية.
وستستمر الصين في دفع عملية السلام بالشرق الأوسط الذى يستحق ان ينعم بمستقبل سلمي ومشرق. فقد عانت منطقة الشرق الأوسط منذ الحرب العالمية الثانية من الحروب والنزاعات المتواصلة التي أسفرت عن مقتل عدد كبير من الأشخاص وتهجير اناس ابرياء. ويشير الواقع المجرد إلى أن منهج "العين بالعين" قد يزيد فقط من تعميق الكراهية، وأن السلام لا يمكن تحقيقه الا عن طريق تحويل السيوف إلى شفرات في محراث. ونحن نقدر مبادرة السلام العربية، التى تظهر للعالم كله الرغبة الصادقة والخيار الاستراتيجي الذي تعتمده الدول العربية في السعي للوصول إلى حل سلمي لقضية الشرق الأوسط. والطريق الأساسي لحل قضية الشرق الأوسط هو استبدال المواجهة بالحوار ودفع المصالحة من خلال تعزيز التفاهم ووقف سفك الدماء والنزاعات. ونأمل أن تصل الصراعات والنزاعات إلى نهايتها ويعود السلام والهدوء إلى منطقة الشرق الأوسط. وان الصين على استعداد لتكثيف التشاور مع الدول العربية والأطراف الأخرى المعنية ولعب دور بناء في دفع تحقيق تسوية شاملة وعادلة ودائمة لقضية الشرق الأوسط من أجل إحراز السلام والأمن والاستقرار في هذا الجزء من العالم.
وستدفع الصين التعاون الاقتصادي والتجارى مع الدول العربية. وشهدت العلاقات الاقتصادية والتجارية متبادلة النفع تطورا سريعا منذ الثمانينات وخاصة فى السنوات الأخيرة. وشهد حجم التجارة بين الصين والدول العربية طفرة من 36.7 مليار دولار أمريكي في عام 2004 إلى 132.8 مليار دولار أمريكي في عام 2008، اى تضاعف بمقدار 2.6 مرة خلال خمس سنوات فقط . وفي نهاية عام 2008، بلغت القيمة الاجمالية للمشروعات التي تم التعاقد عليها بين الجانبين 100 مليار دولار أمريكي. ويتمتع التعاون التجارى بين الصين والدول العربية بنطاق واسع وامكانات هائلة. ومن أجل مواجهة الأثر الشديد الذي خلفته الأزمة المالية الدولية علينا، فمن الأهمية بمكان أن نتخذ المزيد من التدابير الملموسة والفعالة لتوسيع التعاون العملي في مجالات الاقتصاد والتجارة والطاقة والاستثمار والتمويل والسياحة وتدريب الموارد البشرية. وتشجع الحكومة الصينية الشركات الصينية الكبيرة على الاستثمار وإقامة المشاريع التجارية في الدول العربية. وستولى الحكومة الصينية المزيد من الاهتمام للمساعدة على بناء القوة الاقتصادية للدول الشريكة ودعم خلق فرص العمل في المنطقة والاستخدام الشامل للموارد وحماية البيئة. وستقدم الصين كعهدها دائما المساعدات الانسانية للدول المتخلفة وتساعدها على تحسين معيشة السكان والقضاء على الفقر وتوسيع القدرة على التنمية الذاتية.
تعليق |
مجموع التعليقات : 0 |