سد فجوة التنمية ومساعدة العالم على الحد من الفقر

قال لويس أنديشو، الباحث في معهد السياسات الإفريقية في كينيا، إن المساهمة المهمة لمبادرة الحزام والطريق في القارة الإفريقية تتمثل في الحد من الفقر والتنمية. مشيرا إلى أن الصين نفذت مشاريع للحد من الفقر، وأرسلت خبراء زراعيين إلى إفريقيا، وأجرت تبادلات تكنولوجية زراعية حديثة مع القارة، وهو أمر مهم للغاية للتنمية والاستقرار في إفريقيا.

ففي قرية لينقه الرابعة التابعة لمقاطعة بوبانزا في بوروندي، نجح فريق خبراء زراعي صيني في تنفيذ مشروع القرية التجريبية للحد من فقر بواسطة الأرز الهجين، مما ساعد القرية بأكملها على التخلص من الفقر المدقع. 

وأوضح وزير البيئة والزراعة والثروة الحيوانية البوروندى السابق، ديو جيدى روريما، أن الخبراء الصينيين زاروا جميع أنحاء بوروندي، معتمدين على المركز الإيضاحي للتكنولوجيا الزراعية المدعوم من الصين لإجراء تجارب تربية الأرز المهجن والذرة وأصناف البذور المحسنة الأخرى، والتي يمكن أن تزيد بشكل فعال من إنتاجية محاصيل بوروندي وتعزز تصدير المنتجات الزراعية.

وهذا نموذج مصغر للتعاون في البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" لتحسين معيشة المواطنين من خلال التنمية على نطاق عالمي. فبحلول نهاية عام 2021، شيدت الصين 79 منطقة تعاون اقتصادي وتجاري خارجي في 24 دولة على طول الطريق، باستثمارات تراكمية بلغت 43 مليار دولار، وخلق 346 ألف فرصة عمل محلية.

وفي الوقت نفسه، هناك العديد من مشاريع "الحزام والطريق" التي تخلق بشكل مباشر ظروف معيشية أفضل لشعوب البلدان المشيدة بشكل مشترك. ففي السنغال، قدمت الصين التمويل لمشروع حفر آبار ريفية، لضخ مياه نظيفة للسكان المحليين، مما عاد بالنفع على سُبع إجمالي السكان. وفي الأرجنتين، يوفر مشروع توليد طاقة كهروضوئية بقدرة 300 ميجاوات وتنفذه شركة صينية، الحماية لاستهلاك الكهرباء اليومي لسكان أفقر المناطق في البلاد.

ووفقا لتقييم تقرير بحثي للبنك الدولي، سيؤدي البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" إلى انتشال 7.6 مليون نسمة من الفقر المدقع و32 مليون نسمة من الفقر المعتدل في البلدان ذات الصلة، ورفع حجم تجارة الدول المشاركة بنسبة 2.8٪ لتصل إلى 9.7٪، وزيادة تدفق التجارة العالمية من 1.7٪ إلى 6.2٪، وارتفاع الإيرادات العالمية من 0.7٪ إلى 2.9٪.