تعميق التعاون العملي وجمع قوة المنظمة لدفع التنمية والازدهار المشترك

وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد أكد مرارا على "التطوير المشترك هو تنمية حقيقية، والتنمية المستدامة هي تنمية جيدة". ودعا إلى مفهوم التنمية للابتكار والتنسيق والأخضر والانفتاح والمشاركة، وأكد على الاستمرار في تعزيز ربط البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق" باستراتيجيات التنمية لمختلف البلدان ومبادرات التعاون الإقليمي مثل الاتحاد الاقتصادي الأوروبي الآسيوي، وتعزيز التواصل والترابط، وتعزيز التكامل العميق لسلاسل الصناعة والتوريد والقيم، وتسهيل دورات اقتصادية إقليمية سلسة.

وبالتوجه شرقا مع مبادرة "الحزام والطريق"، فقد ضخت مشاريع البنى التحتية قوة دفع قوية لتعزيز الاقتصاد وتحسين معيشة الناس في منطقة منظمة شانغهاي للتعاون. حيث شيدت منظمة شانغهاي للتعاون 11 خطا دوليا، تغطي أكثر من 30 مدينة في الدول الأعضاء الخمس و3 دول مراقبة في منظمة شانغهاي للتعاون. وكذلك خط أنابيب الغاز الطبيعي للطريق الشرقي بين الصين وروسيا، وخط أنابيب النفط الخام بين الصين وكازاخستان، وأطول نفق للسكك الحديدية في آسيا الوسطى. وتساعد أنماط الترابط الشاملة هذه في تعزيز وتعميق التعاون الاقتصادي والتجاري باستمرار.

وفي السنوات الأخيرة، أسفرت سلسلة من منصات التعاون المتعددة الأطراف لمنظمة شانغهاي للتعاون التي بدأتها الصين عن نتائج مثمرة. فقد أنشأت قاعدة تبادل التكنولوجيا الزراعية والتدريب التوضيحي لمنظمة شانغهاي للتعاون "غرفة نموذجية" للدول الأعضاء لتطوير الزراعة الذكية؛ وأصبح معرض الاستثمار والتجارة الدولي التابع لمنظمة شانغهاي للتعاون "سوقا كبيرة" للشركات للبحث عن الفرص؛ وأصبحت منطقة عرض التعاون الاقتصادي والتجاري المحلي بين الصين ومنظمة شانغهاي للتعاون "منفذا" مهما للسلع من البلدان الداخلية؛ وأصبح منتدى صناعة الاقتصاد الرقمي بين الصين ومنظمة شانغهاي للتعاون "محركا" للابتكار والتطوير.

وفي عام 2020، زاد إجمالي الحجم الاقتصادي وإجمالي التجارة الخارجية للدول الأعضاء 11 مرة و8 مرات على التوالي مقارنة ببداية إنشاء منظمة شانغهاي للتعاون. ووصل حجم التجارة بين الصين والدول الأعضاء الأخرى إلى 245 مليار دولار، وهي زيادة بنحو 20 مرة مقارنة ببداية إنشاء المنظمة.

وتؤكد سلسلة من الأرقام أن التعاون متعدد الأطراف لمنظمة شانغهاي للتعاون قد أدى إلى تحسن كبير في مستوى التنمية الشاملة في المنطقة. ويرى البروفيسور تورسونالي كوزييف من جامعة أوزبكستان للصحافة والإعلام الجماهيري إنه بعد 20 عاما من التطور والنمو، أصبحت منظمة شانغهاي للتعاون محركا لدفع التعاون الاقتصادي الإقليمي. 

وفي الوقت نفسه، أصبحت الروابط الشعبية الإنسانية في إطار منظمة شانغهاي للتعاون أقوى، حيث كانت أحداث كبيرة مثل المهرجانات الثقافية، والماراثون، وسنوات اللغة، وسنوات السياحة، ومعسكرات التبادل الشبابي وما إلى ذلك، متنوعة ورائعة للغاية. وقد تم إنشاء منصات التبادل الثقافي الأخرى على نطاق واسع مثل منتدى الصداقة المدنية لمنظمة شانغهاي للتعاون، ومنتدى منظمة شانغهاي للتعاون لتعليم المرأة والحد من الفقر، ومركز الدبلوماسية المدنية لمنظمة شانغهاي للتعاون في أوزبكستان. 

وفي إطار التعاون الشامل والمتعمق والمتعدد القنوات، تم ترسيخ أساس الرأي العام القائم على حسن الجوار والصداقة بشكل مستمر، وإن مفهوم "الصداقة من جيل إلى جيل والسلام إلى الأبد" متجذر بعمق في قلوب الناس.