22 مايو 2017 /شبكة الصين/ بدأت المزارعة الصينية البسيطة تساي شي ليان (55 عاما) شتاء عام 2015، استثمار أكثر من 500 ألف يوان في تأسيس ثلاثة أفران خزف بمسقط رأسها في قرية تشاوجيا منغيان التابعة لمدينة ريتشاو بمقاطعة شاندونغ شرقي الصين، لتبدأ رحلتها مع صناعة الفخار. ونجحت تساي في بيع منتجاتها الفخارية الفنية في السويد والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وأستراليا وغيرها من الدول، وتحقق مبيعات سنوية تتجاوز 600 ألف يوان.

وظلت تساي شي ليان محبة للفن منذ طفولتها، وقد نظمت أنشطة تبادلات ثقافية خاصة للوحات والخطوط الصينية، ما أكسبها شهرة كبيرة في مسقط رأسها. وخلال فترة إشرافها على تنظيم أنشطة الرسامين والخطاطين الثقافية في أنحاء الصين، وجدت تساي أن الفخار الأسود باعتباره نوعا من الثقافة الصينية التقليدية يتميز بجاذبيته الفنية الرائعة للغاية، وبقيمته الفنية العالية.

ولدت تساي وترعرعت في قريتها تشاوجيا منغيان، وتتذكر جيدا أن مناطق متعددة للفخار الأسود موجودة في القرية، كما توجد الأفران الغربي والشمالي والجنوبي وغيرها من المواقع التاريخية العديدة لصناعة الأعمال الفخارية. وفي الستينات والسبعينات من القرن الماضي، كسبت القرية شهرة كبيرة لاعتمادها على مبيعات الأواني الفخارية وغيرها من المستلزمات المعيشية الفخارية في أسواق المزارعين المحلية.

وبفضل ذكريات الطفولة، عشقت تساي شي ليان فن الفخار الأسود بشكل عميق، وفي عام 2015، استخدمت عشرات آلاف من اليوانات كانت قد ادخرتها مدة سنوات بالإضافة إلى قروض مصرفية وتمويل متعددة الأطراف، لتأسيس قاعدة إبداع أعمال الفخار الأسود في مسقط رأسها. ودعت بضعة عشر فنانا ماهرا في مجال صناعة أعمال الفخار الأسود لإطلاق تشغيل "رحلة الإبداع" في الورش البسيطة بالقاعدة. وأوضحت المزارعة أن هؤلاء الفنانين أكبرهم عمره نحو 70 عاما، أما أصغرهم يقترب من 60 عاما، ولم يمارس معظمهم المهنة لفترة بين 20 و30 عاما تقريبا مع أنهم في الواقع فنانون مخضرمون في مجال صناعة الفخار الأسود.

وبعد فترة من التدريب وإعادة التأهيل، لعب الفنانون دور أفضل في مستوى الإبداع من جديد، وقالت تساي شي ليان إنها بفضل مهاراتهم الرائعة أبدعت أعمال فخار أحمر وفخار ملون والفخار على النمط القديم وغيرها من عشرات الأنواع الأخرى بشكل ناجح، معتمدة على فن صناعة منتجات الفخار الأسود، وقد حظيت بإقبال كبير في سوق الأعمال الفنية. وأضافت أن أعمالها الحديثة من الفخار الملون والفخار على النمط القديم تشتهر بأشكالها المتناغمة بين البساطة والمعاصرة وبين الأصالة والحداثة، ما جعلها تمتلك قوة تنافسية جيدة في الأسواق الدولية، وتلقى إقبالا كبيرا بين الزبائن خصوصا من المملكة المتحدة وأستراليا والولايات المتحدة والسويد وكوريا الجنوبية وغيرها.

وفي عام 2016، أصبح الفنان ليو ده ليان مشهورا بقطعة فخارية بعنوان "قدح فخار أسود بسمك قشرة بيض"، ونال المركز الثاني من جائزة الحرف الشعبية التي نظمتها ومنحتها الحكومة المحلية. وفي عيني المزارعة تساي شي ليان، باعتبارها نوعا من الثقافة التقليدية، تتميز أعمال الفخار الأسود بقيمة فنية ومعنوية كبيرة تفوق قيمتها المادية.